234

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار القمة

Edition Number

-

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

عن جبير بن مطعم ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لي خمسة أسماء: أنا محمّد، وأحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب» «١» . وعنه ﵁ في رواية مسلم: أنّ النّبيّ ﷺ قال: «أنا محمّد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الّذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على عقبي، وأنا العاقب» .
والعاقب الّذي ليس بعده نبيّ «٢»، وعند مسلم أيضا، من حديث أبي موسى الأشعريّ قال: كان رسول الله ﷺ يسمّي لنا نفسه أسماء فقال: «أنا محمّد، وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ التّوبة، ونبيّ الرّحمة» «٣» .
بعض فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى:
حب الله- ﷾ للنبي ﷺ، بأن شرّفه بتعدد أسمائه وصفاته، والتي تدل على كثرة خيره ووفور بركته وعلو مكانته وتعدد شمائله، كما أن من علامات هذا الحب أن بعض تلك الأسماء والصفات قد ادخرها الله- ﷿ لنبيه ﷺ فلم يشاركه فيها أحد من الأولين والآخرين. قال الإمام ابن حجر ﵀ في شرحه لقوله ﷺ: «إن لي خمسة أسماء» ما نصه: (والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء اختّص بها لم يسمّ بها أحد قبلي أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية) . كما نقل ﵀ عن القاضي عياض قوله: (حمى الله هذه الأسماء أن يسمى بها أحد قبله، وإنما تسمى بعض العرب محمدا قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبيّا سيبعث في ذلك الزمان يسمى محمدا، فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك) «٤» .
الفائدة الثانية: بعض أقوال العلماء في معاني أسمائه ﷺ:
١- محمد:
قال الإمام القرطبي ﵀ (محمد منقول من صفة، وهي في معنى محمود، ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار، فالمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة، كما أن المكرم من الكرم مرة بعد مرة، وكذلك الممدّح ونحو ذلك، فاسم محمد مطابق لمعناه، والله سبحانه سماه قبل أن يسمي به نفسه، فهذا علم من أعلام نبوته إذ كان اسمه صادقا عليه، فهو محمود في الدنيا لما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة، وهو محمود في الآخرة

(١) البخاري، كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ، برقم (٣٥٣٢) .
(٢) مسلم، كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه ﷺ، برقم (٢٣٥٥) .
(٣) انظر ما قبله.
(٤) انظر «فتح الباري»، (٦/ ٥٥٦) .

1 / 240