Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Publisher
دار القمة
Edition Number
-
Publisher Location
الإسكندرية
Genres
تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ، والآيات في هذا كثيرة، كما أن الأحاديث في هذا أكثر من أن تعدّ وهو معلوم من دين الإسلام ضرورة أنه ﷺ أرسل إلى الناس كلهم) «١» .
عن أبي هريرة: أنّ رسول الله ﷺ قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم بي النّبيّون» «٢» . وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ أنّه قال: «والّذي نفس محمّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمّة يهوديّ ولا نصرانيّ ثمّ يموت ولم يؤمن بالّذي أرسلت به إلّا كان من أصحاب النّار» «٣» .
بعض فوائد الحديثين:
الفائدة الأولى:
تفضيل الله- ﵎ لنبيه ﷺ على سائر الأنبياء- من جهة من أرسل إليهم؛ وذلك من وجهين:
الوجه الأول:
أن كل نبي كان يبعث في قومه خاصة، وبعث النبي ﷺ إلى الناس عامة.
قال تعالى: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف: ١٥٨] .
الوجه الثاني:
أنه ﷺ أرسل إلى الجن. قال تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ [الأنبياء: ١٠٧] .
الفائدة الثانية:
كثرة أعباء الرسالة التي تحملها النبي ﷺ، دون سائر الأنبياء والمرسلين، إذ بعث إلى الخلق كافة، إنس وجن. ويتفرع عليه أن له ﷺ من الأجر ما ليس لغيره. ومن أدلة كثرة أعبائه ﷺ أن وفود الجن كانت تأتيه ويسألونه ما يحتاجون إليه.
روى البخاري في صحيحه: عن أبي هريرة ﵁: أنّه كان يحمل مع النّبيّ ﷺ إداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال:
«ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة» . فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتّى وضعتها إلى جنبه ثمّ انصرفت حتّى إذا فرغ مشيت فقلت: ما بال العظم والرّوثة!
(١) انظر «تفسير القرآن العظيم»، (٢/ ٢٥٥- ٢٥٦) . (٢) مسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، برقم (٥٢٣) . (٣) سبق تخريجه.
1 / 231