Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Publisher
دار القمة
Edition Number
-
Publisher Location
الإسكندرية
Genres
إلا الله ﷿، ولو لم يكن نبيّا، ما تجرأ أن يقول لأصحابه ما سيحدث في الغد القريب، بل إنه لم يستثن، أي لم يقل: «إن شاء الله» لأن الذي أخبره بالنصر غدا لن يخلف وعده، فكأنه يخبر بما أوحى الله إليه.
الفائدة الثانية:
تعليم النبي ﷺ أصحابه أن الفتح والنصر بيد الله ﷿، لا بيد غيره، وهي من أمور العقيدة، التي ينبغي أن نتعلمها جميعا، ونعلمها أولادنا.
فإذا كان الأمر كذلك، وجب على المسلمين أن يستنصروا الله وحده على أعدائهم، وألا يأملوا في وجه أحد غيره، قال رسول الله ﷺ: «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه»، يصدق ذلك قوله تعالى: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [آل عمران: ١٦٠]، فبينت الآية غاية البيان، أن النصر بيد الله، وإذا كان الله مع فئة ونصرها، فلن يغلبها أحد، حيث لا قوة تنفع مع قوته، ﷾، وكما يكون النصر من عنده، فالخذلان وعدم التوفيق أيضا بيديه، وإذا حدث، فلا ينفع أبدا نصر أحد لنا مع عدم توفيق المولى جل في علاه.
يتفرع على ما سبق، وجوب طاعة الله ﷾، بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، وكذا سنة نبينا ﷺ؛ لأن هذا شرط في نصرة الله لنا، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ [محمد: ٧]، وما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته وإرضائه.
الفائدة الثالثة:
مناقب علي ﵁:
١- جعل الله فتح خيبر على يديه، وهذه تكرمة عظيمة من الله له؛ لأن الفتح عمل يحبه الله ورسوله، لما فيه من انتشار الإسلام وعلو كلمة التوحيد.
٢- ثبوت حب الله ورسوله لعلي، وثبوت حب علي لله ورسوله، وهما معا منقبتان عظيمتان لعلي ﵁.
الفائدة الرابعة:
الحث على حب علي، لكون الله يحبه وكذلك رسوله، ولا يسع أحدا من المسلمين ألا يحب أحدا من أصحاب النبي ﷺ، خاصة الخلفاء الراشدين، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم أهل العقبة الأولى والثانية، ثم بقية الأصحاب رضوان الله عليهم جميعا، الذين اصطفاهم الله ﷿، لنصرة نبيه، وحمل راية الإسلام، ونشر الدعوة، وهم الذين مات النبي ﷺ، وهو عنهم راض.
الفائدة الخامسة:
حرص الصحابة ﵃ على الخير ومعرفة أهل الفضل،
1 / 191