145

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار القمة

Edition Number

-

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

وفي إحدى روايات البخاري أيضا: (عن الجعيد بن عبد الرّحمن رأيت السّائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جلدا معتدلا فقال: قد علمت ما متّعت به سمعي وبصري إلّا بدعاء رسول الله ﷺ؛ إنّ خالتي ذهبت بي إليه، فقالت: يا رسول الله إنّ ابن أختي شاك، فادع الله له، قال: فدعا لي) «١» . الشاهد في الحديث: قول السائب بن يزيد: (فمسح رأسي ودعا لي بالبركة)، والمناسبة التي قال فيها السائب هذا الكلام، أن الجعيد بن عبد الرحمن رآه وقد بلغ السائب الأربع والتسعين سنة، وهو ما زال جلدا معتدلا، فبرر له ذلك بأن النبي ﷺ قد دعا له. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: في الشمائل النبوية: ١- عظيم بركة دعاء النبي ﷺ حيث دعا للسائب بالبركة، فكان من أثر ذلك الدعاء، أن بلغ السائب أربعا وتسعين سنة، وهو ما زال جلدا (أي قويّا صلبا) معتدلا، أي لم تظهر عليه علامة من علامات الشيخوخة، مثل انحناء الظهر وضعف السمع والبصر أو تجاعيد الوجه، ودليله ما قاله التابعي، الجعيد بن عبد الرحمن: (رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جلدا معتدلا) . ٢- ثبوت بركة النبي ﷺ في يديه الشريفتين ودعائه وفضلة وضوئه، وهو بقية الماء الذي يغترف فيه ليتوضأ منه، ولولا بركة هذا الماء، ما أقر النبيّ ﷺ الصحابة الشرب منه. ٣- شفقته بالأطفال، خاصة المرضى منهم، حيث مسح ﷺ على رأس السائب بن يزيد، وكان عمر السائب وقتها ثمان سنين، والمسح على رأس الصبي فيه اللفتة الحانية مع حدوث البركة منه ﷺ، وما اكتفى النبي ﷺ بذلك بل جمع له مع المسحة الدعاء بالبركة، وهي شفقة على شفقة، ولا يخفى على أحد تواضعه ﷺ في مثل هذه الواقعة، وأشباهها كثير. الفائدة الثانية: مناقب السائب بن يزيد ﵁: ١- نال في جزء يسير من الزمن عدة بركات من النبي ﷺ، وهي المسح على الرأس والدعاء له بالبركة وشرب فضلة وضوء النبي ﷺ، فكم من الصحابة تجمع له كل ذلك

(١) رواه البخاري، كتاب: المناقب، باب: كنية النبي ﷺ، برقم (٣٥٤٠) .

1 / 150