Shajarat tanmū fī Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genres
وبينما كانت الآنسة جاردنر تواصل كلامها، أخذت فرانسي ترد عليها في مرارة بينها وبين نفسها: إن السكر ليس من الحق أو الجمال في شيء، إنه رذيلة، إن مدمني الخمر ينتمون إلى عالم السجن لا إلى عالم القصص، والفقر ... ليس هناك عذر للفقر، إن العمل يتوافر لكل من يريد، والناس فقراء لأنهم كسالى لا يعملون، ليس في الكسل أي جمال (تصوروا لو كانت أمي كسولا!).
إن الجوع ليس شيئا جميلا، إنه غير ضروري أيضا ؛ إذ لدينا جمعيات خيرية منظمة، وما من حاجة تدعو أحدا إلى أن يعيش جائعا.
وضغطت فرانسي على أسنانها، كانت أمها تكره كلمة «صدقة» أكثر من أية كلمة أخرى في اللغة، وقد نشأت طفليها على كراهية هذه الكلمة أيضا.
وقالت الآنسة جاردنر: إنني لست مترفعة، ولم أنحدر من أسرة ثرية، كان أبي قسيسا يتقاضى راتبا شهريا صغيرا جدا. [ولكنه كان راتبا شهريا يا آنسة جاردنر]. - ولم يكن يساعد أمي في البيت سوى خادمات غير متمرنات، تتعاقب الواحدة تلو الأخرى، ومعظمهن من الريف. [إني أفهم، لقد كنت فقيرة يا آنسة جاردنر، فقيرة ولديك خادمة!]. - وكنا نعيش في بعض الأحيان بلا خادمة، وتضطر أمي إلى القيام بأعمال البيت جميعا بنفسها. [وإن أمي يا آنسة جاردنر تضطر إلى القيام بعمل بيتها وعشرة أمثاله أيضا من أعمال التنظيف]. - وكنت أريد أن أدخل جامعة الولاية، ولكنا لم نقدر على ذلك، واضطر أبي أن يرسلني إلى كلية صغيرة طائفية. [ولكن اعترفي بأنك لم تجدي مشقة في سبيل الذهاب إلى الكلية]. - صدقيني، إنك لتعدين فقيرة حين تذهبين إلى مثل هذه الكلية، لقد خبرت الجوع أيضا، وكان مرتب أبي يقطع بين الحين والحين، ولا نجد مالا نشتري به زادنا، واضطررنا مرة أن نعيش على الشاي والخبز المحمص ثلاثة أيام. [إذن فأنت تعرفين ما هو الجوع أيضا]. - ولكني خليقة بأن أكون غبية لو لم أكتب عن شيء إلا عن الفقر والجوع، أليس كذلك؟
ولم ترد فرانسي، ورددت الآنسة جاردنر مشددة: أليس كذلك؟ - نعم يا سيدتي. - والآن نتناول مسرحيتك التي قدمتها لنيل الشهادة.
وأخرجت من درج مكتبها مخطوطا رفيعا، وقالت: إن بعض أجزائها في غاية الجودة حقا، ولكنك شططت في أجزاء أخرى، مثال ذلك ...
وقلبت صفحة قائلة: وهنالك قال القدر «وأنت أيها الشباب ما مطمحك؟» ويجيب الصبي: «سوف أكون آسيا للجراح، أتناول أجسام الناس العليلة فأبرئها.» هذه فكرة جميلة يا فرانسي ولكنك أفسدتها هنا: يقول القدر «هذا ما لست خليقا بأن تكونه، ولكن انظر! هذا ما ستكونه.» (تسلط الأضواء على رجل مسن يلحم قاع صفيحة من صفائح القمامة، الرجل المسن يقول: «آه، لقد فكرت مرة في أن أكون آسيا للناس وها أنا ذا الآن أبرئ ال...».)
ورفعت الآنسة جاردنر بصرها فجأة، وقالت: أنت لا تعنين بحال أن تكوني بذلك فكهة، أم تراك تعنين ذلك يا فرانسي؟ - أوه! لا يا سيدتي. - وإنك لتستطيعين أن تفهمي بعد حديثنا القصير لماذا لم نقبل مسرحيتك موضوعا للتخرج.
وقالت فرانسي وقد تحطم قلبها: إني أفهم. - أما بياتريس ويليامز فعندها فكرة بارعة، تلوح جنية بعصا صغيرة فيخرج بعض الصبية والبنات مرتدين حللهم، كل منهم يمثل إجازة من إجازات السنة، ويقول قصيدة قصيرة من الشعر عن الإجازة التي يمثلها، إنها فكرة رائعة، ولكن بياتريس لسوء الحظ لا تستطيع أن تنظم الشعر، أتودين أن تقتبسي هذه الفكرة وتكتبي لها أبيات الشعر؟ إن بياتريس لا تعترض على ذلك، ويمكننا أن نشير بكلمة في البرنامج إلى أن الفكرة فكرتها، وهذا يعطي كلا منكما حقها بالعدل، أليس كذلك؟ - نعم يا سيدتي، ولكني لا أريد أن أقتبس أفكارها، بل أريد أن أكتب أفكاري أنا! - هذا شيء يستحق الثناء بلا شك، حسنا! إني لا أصمم على رأيي.
ووقفت وهي تقول: لقد أنفقت كل ذلك الوقت معك؛ لأني أعتقد مخلصة أن لك موهبة يرجى منها. والآن، وبعد أن قلبنا وجهات النظر أصبحت على يقين من أنك سوف تتوقفين عن كتابة تلك القصص الصغيرة الوضيعة.
Unknown page