Shajarat tanmū fī Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genres
وكان الطفلان سعيدين أو يكادان، والمطبخ دافئا، وقد أكلا وشبعا، وأشعرهما عزف أمهما بالطمأنينة والراحة، وأخذا يتذكران أعياد الميلاد السابقة أو الأيام الخالية على حد تعبير فرانسي.
وطرق الباب طارق بشدة وهما يتحدثان، وقالت فرانسي: إنه أبي. - لا، إن أبي يغني دائما وهو صاعد السلم لنعرف أنه هو. - نيلي! إن أبي لم يغن في عودته إلى البيت منذ تلك الليلة ...
وصاح جوني: افتحي الباب!
ودق الباب بشدة كأنه سيكسره، وجاءت الأم تجري من الحجرة الأمامية، وبدت عيناها شديدتي السواد بالقياس إلى وجهها الأبيض، وفتحت الباب، ووثب جوني إلى الداخل، وحملقوا فيه، فلم يكونوا قد رأوا أباهم قط على هذه الحال؛ لأنه أنيق دائما كل الأناقة، أما الآن فقد بدت سترة السهرة قذرة كأنما رقد بها على الوحل، وبدت قبعته كأنها انضغطت، ولم يكن لديه معطف أو قفاز، فكانت يداه الباردتان الحمراوان ترتعشان، ودق المائدة وقال: لا، لست ثملا.
وبدأت كاتي قائلة: لم يقل أحد ذلك. - إنني ضقت بها ذرعا، إنني أكرهها، أكرهها! أكرهها!
ودق المائدة بشدة، وعرفوا أنه يقول الحق، وانفجر قائلا فجأة: لم أشرب قطرة واحدة منذ تلك الليلة ... ولكن لم يعد أحد يصدقني، نعم لم يعد أحد يصدقني ...
وقالت الأم مواسية: هون عليك يا جوني.
وسألت فرانسي: ماذا حدث يا أبي؟
وقالت الأم: اسكتي، لا تزعجي أباك.
وخاطبت جوني: بعض القهوة باق منذ الصباح يا جوني، إنها قهوة جيدة وساخنة، كما أن لدينا لبنا الليلة، لقد كنت أنتظر حتى تعود إلى البيت لنأكل معا.
Unknown page