مدت يديها للجزء الأعلى من لباس البحر كأنما لتنزعه؛ ولكن ذا البدلة السوداء قال: ليس في وسط الحجرة!
فقال رجل الفراش: يهمني أيضا أن أرى ما يجري في بيتي.
فقال الآخر بحدة: الأجانب يستحقون معاملة خاصة! - لقد عانيت من صراعهم، فمن حقي أن أشاركهم بعض المسرة!
فقالت له الممثلة: لا من أهل المال أنت، ولا من أهل الفن.
فتساءل منكرا: أفندم؟ سمعي ثقيل.
فقال ذو البدلة السوداء: ألاحظ أن أذنك تعمل بحسب هواك. - إني أمارس حريتي من خلال أذني. - سأسمعك بنفسي ما يتعذر عليك سماعه. - شكرا، لا داعي لتكليف خاطرك!
اندست الممثلة بين الرجلين فتأبطت ذراعيهما ومضت بهما إلى موضعها السابق.
ومن وراء الستارة خرج رجلان، يحمل أولهما كتبا ويحمل الآخر قوارير. وقفا جنبا لجنب وسط الحجرة، ثم قال حامل الكتب بصوت عريض رنان: من ذخائر التراث، تفسير القرآن، طبعة أنيقة مع تعليقات بأقلام أكبر الأساتذة، الثمن جنيه واحد.
وقال حامل القوارير بصوت منغوم: أفخر أنواع الويسكي، وردت منها كميات محدودة، بأسعار محددة ومعقولة تتراوح بين أربعة جنيهات وخمسة جنيهات.
فسأل رجل الفراش حامل الكتب: ألا تميزون أرباب الأسر بشيء من التخفيض؟ - يختص بالتخفيض الطلبة فقط. - وأرباب الأسر؟ - الثمن معقول جدا. - شكرا.
Unknown page