Shafi
الشافي العي على مسند الشافعي للسيوطي - دراسة وتحقيق
Genres
دون الركوع الأول، ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله، قالوا: -------------
كتاب ((الشافي العي على مسند الشافعي))
(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته)
قال الرافعي: ذكر له معنيان:
أحدهما: أن أهل الجاهلية كانوا يزعمون أن كسوف الشمس والقمر تقتضي (¬1) حدوث تغيرات في العالم: من موت كبير، أو ضرر عام، كما يزعم المنجمون من تأثير الكواكب.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك باطل، وأن خسوفهما آيتان يريهما خلقه؛ ليعلموا أنهما مسخران (¬2) لله تعالى، لا يقدران على الدفع عن نفسهما، ولا سلطان لهما على غيرهما.
وأمر بالصلاة وذكر الله عند خسوفهما؛ إبطالا لقول الجهال في عبادتهما والسجود لهما، وفزعا إلى الله (¬3) المستحق للعبادة والتعظيم.
والثاني: أنهما من الآيات التي تظهر قبيل قيام الساعة، على ما قال تعالى: چ ھ ھ ي ... ي ? ? ... ? چ، (¬4) فيخوف الله بخسوفهما عبادة، ويذكرهم أمر الساعة؛ ليفزعوا إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار والذكر، ويشهد له قوله تعالى: چ ? ? ? ... ٹ ٹچ، (¬5) وفي حديث أبي بكرة: ((ولكن يخوف الله بهما عباده)). (¬6) وقيل: يحتمل أن يكون الأمر بالصلاة والذكر عندهما؛ فزعا (¬7) إلى الله تعالى؛ لاستدفاع (¬8) ما توهم متوهمون حدوثه عند حدوثهما.
Page 269