138

Shadharat

شذرات الذهب - ابن العماد

Investigator

محمود الأرناؤوط

Publisher

دار ابن كثير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

دمشق - بيروت

أن آخذ حبلا فأوثقه [١] إلى شجرة ثم أختنق مما يقول النّاس في، وذكر الحديث، وهو في مسلم [٢] . انتهى ما قاله الذهبي [٣] [٤] .

[١] في «صحيح مسلم»: «فأعلّقه» . [٢] رواه مسلم رقم (٢٩٢٧) (٩١) في الفتن: باب ذكر ابن صيّاد. وانظر لفظ الحديث فيه. [٣] «تجريد الصحابة» للذهبي (١/ ٣١٩) . [٤] قال ابن الأثير في «جامع الأصول» (١٠/ ٣٦٢- ٣٦٤) بتحقيق والدي الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: قال الخطابي: قد اختلف الناس في أمر ابن صيّاد اختلافا شديدا، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول، فيقال: كيف بقّى رسول الله ﷺ رجلا يدّعي النبوة كاذبا، وتركه بالمدينة في داره يجاوره؟ وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان؟ وقوله بعد ذلك: «اخسأ، فلن تعدو قدرك؟» قال: والذي عندي، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته ﷺ اليهود وحلفاءهم، وذلك: أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابا صالحهم فيه على أن لا يهاجروا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم- أو دخيلا في جملتهم- وكان يبلغ رسول الله ﷺ خبره، وما يدّعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه النبيّ ﷺ ليبرز أمره ويختبر شأنه، فلما كلمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رئي الجن، أو يتعاهده الشيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع قوله: «الدخ» زجره، فقال: «اخسأ فلن تعدو قدرك» يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذا لم يكن له قدر الأنبياء الذين يوحى إليهم على الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فيصيبون بنور قلوبهم، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في البعض، وذلك معنى قوله: يأتيني صادق وكاذب، فقال له ﷺ عند ذلك: «قد خلط عليك» والجملة من أمره: أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين: لِيَهْلِكَ من هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى من حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ٨: ٤٢ [الأنفال: ٤٢] كما امتحن الله قوم موسى بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه، وقد اختلفت الروايات في كفره، وفيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أنه تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا، وروي غير ذلك، وأنه فقد يوم الحرة فلم يجدوه، والله أعلم. وانظر «فتح الباري» لابن حجر (١٣/ ٣٢٥- ٣٢٩) .

1 / 150