232

كان عارفا بالله مأذونا منه فى خدمة المسافرين وتربية المجاورين، وقيل كان جده معين الدين محمود من اهل اصبهان سافر الى البطائح وصحب سيدى احمد الكبير «3» وكان سيدى احمد يحبه فقال يوما فى بعض محاوراته كأنى ارى من صلب اخى معين الدين ولدا صالحا يتبع «4» اثرى ويكون خليفتى فى العجم وكان كما قال، ثم ان الشيخ روزبهان البقلى تكفله وارشده وامره بالتزوج (ورق 136) وكان مصاحبا له ثلاثين سنة ثم سافر الحجاز «5» وصحب الشيخ اوحد الدين الكرمانى «6» والشيخ ركن الدين السجاسي «1» ثم لقي الشيخ شهاب الدين السهروردى بعد ما رجع وقيل ان الشيخ شهاب الدين اتاه فى منزله ببغداد اكراما لقدومه ثم رجع الى شيراز واتخذ الزاوية واطعم الفقراء والمساكين وتزوج بابنة الشيخ روزبهان الثانى «1» وعاش تسعين سنة «2» ثم توفى فى سنة ثلاث وستين وستمائة ودفن فى زاويته المبنية بجوار المشهد الحريصي «1»، وللفقيه صائن الدين حسين بن محمد بن سلمان «2» مرثية انشدها فى فراقه وختم بها مشيخته منها هذه الأبيات:

سئمت من الحيوة على انفرادى ... عن الشيخ الذى فيه استنادى

وما لى بعد فقدان الحبيب «3» ... سوى ذوب الجوانح والفؤاد

قياليت المنون اتى واني ... رجوت الالتقاء مع المراد

نأى من كان لى كهفا منيعا ... فصرت بلا ملاذ واعتماد

اذوب بفقده مدد الليالى ... ولا يسلو الفؤاد الى المعاد

وكيف سكون قلبي بعد فقدى ... مصاحبة السنين على الوداد

وبعد اياسنا من «4» ان نراه ... الى يوم القيامة والتناد

رحمة الله عليهم (ورق 136 ب).

Page 315