Shadd Izar
شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار
Genres
والد جامع هذا الكتاب كان صوفيا عارفا عالما جامعا لأقسام الفنون (ورق 95) لا يخلو ساعة من ليله ونهاره عن صلوة او قراءة او كتابة او مقابلة نسخة قد حصل العلوم على مولانا شهاب الدين الزنجانى «3» ومولانا نور الدين الخراسانى «4» وتأسى بطريقة والده وعمه معرضا عن الدنيا واهلها ما مشى الى باب حاكم قط وما استعان فى حاجة بمخلوق وهو الذى نصب لواء الفقر بين العشيرة صورة ومعنى واكتفى بالطعام الجشب واللباس الخشن من متاع الدنيا يحيى الليالى بتلاوة القرآن والصلوة وكثيرا ما كان يختم جميع القرآن فى ركعتين وربما يقرأ فى كل ركعة سورة حتى يختمه فى مائة وثلاث عشرة ركعة جمعا بين الفضيلتين، وكان يذكر الناس فى مسجده وفى الرباط الضيائية «5» وكذا فى المسجد «6» الجامع العتيق حينا وله خطب بليغة وتوحيدات وتحميدات غريبة، ومهارته فى حفظ القرآن وضبط وجوه القراءات وبيان المتشابهات مما اشتهر بين اهله واقر الأساتذة بفضله (ورق 95 ب)، ولما دنا اجله طاف على جميع اخوانه واحبائه فى الله فودعهم واخبرهم بأنه راحل ثم رجع الى بيته ومرض وكتب تاريخ وفاته بخطه على ظهر كتاب وهو باق عندى، ومما كتب على بعض الأجزاء:
اولئك اخوان الصفاء رزئتهم ... وما الكف الا اصبع ثم اصبع
لعمرى انى بالخليل الذى له ... على دلال واجب لمفجع
وانى بالمولى الذى ليس نافعى ... ولا ضائرى فقدانه لممتع «1»
توفى فى رمضان سنة اربعين وسبعمائة «2» ودفن عند آبائه رحمة الله عليهم.
Page 207