بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، صلى الله على سيدنا محمد خاتم النبين. قرأت على الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي في مسجده بدرب المروزي سنة تسعين وأربعمائة.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل السراج فأقر به.
قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الفغار النحوي قراءة عليه وأنا اسمع.
قال أخبرنا أبو بكر محمد بن السرى.
قال أخبرنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري.
1 / 44
قال أخبرنا أبو اسحاق الزيادي.
قال قال أبو سعيد الأصمعي.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، قال قرأت على الأصمعي
1 / 45
باب حمل الغنم ونتاجها
الوقت الجيد في الشاء أن تخلى سبعة أشهر بعد ولادها فيكون حملها خمسة أشهر، فتضع في كل سنة مرة، فإن أعجلت عن هذا الوقت حتى يحمل عليها مرتين في السنة فذلك الإمغال.
يقال أمغل بنو فلان، وهم ممغلون، والشاة ممغل، ويقال أمغلت المرأة، فهي ممغل إذا حملت بعد طهرها من النفاس.
قال القطامي
بيضاء محطوطة المتنين بهكنة ... ريا الروادف لم تمغل بأولاد
1 / 47
أي لم تتابع بأولاد فتنكسر لذلك.
فإذا أرادت الشاة من المعز الفحل، قيل قد استحرمت، وهي شاة حرمى بينة الحرمة، وهي عنز حرمى، وحرامى للجميع، أي قد استحرمت، فإذا كانت من الضأن قيل نعجة حان، وقد حنت تحنو حنوا، مثل استحرمت، وكما يقال في النوق ضبعة بينة الضبعة.
وفي ذات الحافر الوداق، يقال قد استودقت، وفرس وديق، وأتان وديق، أي قد استحرمت.
ويقال في السبعة لبؤة مجعل، وقد أجعلت إجعالًا، أي استحرمت. وأنشد في صفة امرأة
فأتتك مجعلة بجرو واحد ... والمجعلات يلدن غير فراد
قال أبو سعيد قلت لأعرابي ما آية حمل الشاة؟
1 / 48
قال أن تدجو شعرتها، وتستفيض خاصرتها، ويحشف حياؤها.
تستفيض تنتفخ لتبين، وتدجو تحسن وتصفو، والحياء من الشاء والمعز والناقة، ومن ذوات الحافر الظبية، ومن كل سبع الثفر.
فإذا استبان حمل الشاة فأشرق ضرعها ووقع فيه اللبأ، قيل قد أضرعت أي عظم ضرعها، وهي مضرع.
فإذا حسن ضرع الشاة، قيل شاة ضريع.
فإذا دنا ولادها، قيل شاة مقرب.
فإذا دفعت باللبأ على رأس الولد، قيل، شاة دافع.
1 / 49
فإذا كان أوان ولادها، قيل شاة متم.
ويقال ولدت الشاة والغنم، وولدت ولا يقال نتجت، إنما النتاج للإبل والخيل، يقال نتجت الناقة، أي ولدت. فإذا تمخضت الشاة، قيل مخوض.
فإذا نشب ولدها، أي لم يخرج من الرحم، قيل طرقت.
فإذا اعترض ولدها في رحمها فعسر ولادها، أي احتبس فيه، قيل عضلت فهي معضل، ومطرق.
قال الشاعر:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضلة منا بجيش عرمرم
فإن ولدت واحدًا فهي موحد، ومفرد، فإن كان ذلك من عادتها
1 / 50
قيل شاة ميحاد، ومفراد.
فإن ولدت اثنين فصاعدًا فهي متئم، فإن كان ذلك من عادتها أن تلد اثنين، فهي متئام مفعال.
1 / 51
باب أسماء أولادها
باب أسماء أولادها
فإذا ولدت فولدها سخلة، والجميع سخال.
فإن كان ولد الشاة من المعز ذكرًا فهو جدي، وإن كانت أنثى فهي عناق.
فإن كانت ضائنة وكان ولدها ذكرًا فهو حمل.
وإن كانت أنثى فهي رخل، ويقال رخل ورخلان ورخال مضموم الأول، وهذه حروف شواذ ليس في الجمع غيرها ربى
1 / 53
ورباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، وتوأم، وتؤام، ورخل ورخال.
قال قيل للضائبة كيف تصنعين في الليلة القرة المطيرة؟ قالت أجز جفالًا، وأولد رخالًا، وأحلب كثبًا ثقالًا، وآتي الحالب إرقالا، ولم تر مثلي مالا.
الجفال الكثير.
والكثب واحدتها كثبة، وهي ما انصب في شيء فصار فيه، ومنه سمي الكثيب من الرمل، لأنه انصب من مكان فاجتمع فيه، أي حولته الريح من مكان إلى مكان، فصار في ذلك المكان مجتمعًا.
1 / 54
باب من نعوتها في ولادتها
ويقال للشاة إذا ولدت ثم أتى لها عشرة أيام، أو بضعة عشر يومًا شاة ربى، وغنم رباب مضموم الراء.
فإذا انقطع عنها الدم، وماء أحمر يخرج منها، قيل قد انقطعت صاءتها مثل صاعتها.
1 / 55
باب أسماء أولادها
ويقال لأولاد الشاة كلها بهم، والواحدة بهمة، وجمعها بهام، وقال الجعدي
فضم ثيابه من غير برء ... على شعراء تنقض بالبهام
فإذا أكل ولدها من الأرض قيل قارم، وقد قرم يقرم قرمًا، أي أكل الحمل من الأرض، فإذا أرادوا أن يفطموه من اللبن، قيل افطموه، فإذا فعل ذلك به فهو الفطيم، ومعنى الفطم القطع، يقال فطم الحبل وما أشبهه فطمًا.
1 / 57
فإذا انتفج جوفها من الماء والشجر، فهي جفرة، والذكر جفر.
الحلان الجدي الصغير.
فإذا تحرك الجدي، ونبت قرناه فهو عتود، وجمعه عتدان.
فإذا أدرك السفاد فهو عريض، وجمعه عرضان.
فإذا أتت عليه ثمانية أشهر، أو تسعة أشهر، أو نحوها، قيل قد أجذع، وهو جذع، وهي جذعة.
فأما الرواغي فلا تكاد تجذع إلا بعد السنة الثالثة.
1 / 58
والرواغي الإبل والإجذاع ليس بوقوع سن من الأسنان، إنما هو بلوغ وقت.
1 / 59
باب نعوتها من قبل أسنانها
فإذا وقعت ثنية الشاة، قيل قد أثنى فهو مثن وثني، فإذا وقعت رباعيته، قيل قد أربع إرباعًا، وهو رباع، وهي رباعية.
فإذا وقع سديسها وهي السن التي تلي الرباعية، قيل قد أسدس، وهو سديس وسدس، الذكر والأنثى فيه سواء.
فإذا وقعت السن التي خلف السديس، قيل صلغت تصلغ صلوغًا.
1 / 61
فإذا وقعت أسنانها فلم تبق لها سن إلا وقعت ثم نبتت أسنانها كلها. والصلوغ في الشاة مثل البزول في الجمل والناقة ومثل القروح في الخيل، إلا أن الجمل يبزل بفطور نابه، ويبزل الجمل في السنة التاسعة من نتاجه، والشاة تصلغ في السنة الخامسة فهي صالغ.
فإذا حالت بعد الصلوغ قيل شاة جامع، وقد جمعت، كما يقال في البعير مخلف.
1 / 62
باب نعوتها من قبل ألبانها
فإذا كان لبن الشاة كثيرًا، قيل قد غزرت تغزر غزرًا، ولا يقال غزرًا هذا قول الأصمعي.
وهي شاة غزير، وغنم غزار، ويقال قد أغزرت هي إذا كثر نسلها.
ويقال بنو فلان مغزرون، أي هم كثير.
1 / 63
فإذا كانت الشاة كريمة غزيرة، قيل هي شاة صفي، وبنو فلان مصفون إذا كانت غنمهم صفايا، وكذلك هي من الإبل.
قال أبو النجم العجلي
كأنما أبكؤها أصفاها
يجزيك عن أبعدها أدناها
فإذا كان لبنها قليلًا، قيل قد بكأت تبكأ، وبكؤت تبكؤ، وهي شاة بكيء.
والصمرد والدهين مثل البكيء من الإبل والغنم، قال القلاخ:
هاج وليس هيجه بمؤتمن
على صماريد كأمثال الجون
وقال آخر
1 / 64
لها أحور أحوى متى يدع تأته ... جواد بسيء الحالبين دهين
فإذا أتى على الشاة أربع أشهر من ولادها فأخذ لبنها في النقصان قيل شاة لجبة، وغنم لجاب.
ومن الغنم القطوع وهي التي لا يبقى لبنها إلا شهرين أو ثلاثة ثم يذهب.
والمنوح التي يبقى لبنها ويدوم.
والمكود مثل ذلك.
قال حدثني خلف عن رجل من بلحرماز عن أبيه قال جاءني العجاج فقال أعندك شاة على نعتي ببكر؟ قال وما نعتك؟ قال حسراء المقدم، شعراء المؤخر.
1 / 65
إذا استقبلتها حسبنها نافرًا، وإذا استدبرتها حسبتها ناثرًا فقال لولا أنه العجاج، وأن غنمي تشتهر به ما فعلت، فطلب في غنمه فلم يصب على نعته إلا واحدة فأعطاها إياه وأخذ منه بكرًا.
الحسراء المقدم القليلة شعر المقدم.
والشعراء المؤخر الكثيرة شعر المؤخر.
والناثر التي تنثر من أنفها كالعاطس، ويقال من ذلك نفطت العنز تنفط نفطًا، وعفطت الضائنة تعفط عفطًا، ومن هذا يقال ما له عافطة ولا نافطة.
فالعافطة الضائنة، والنافطة الماعزة، أي ما له سبد ولا لبد.
1 / 66
ومن علامة غرز الشاة أن تكون عريضة الوركين طويلة العنق، واسعة الجوف.
1 / 67