تواضع الصديق ﵁
والفائدة الثالثة عشرة: تواضع أبي بكر الصديق ﵁ لما جعل يقول: (والله يا رسول الله! لأنا كنت أظلم)، ولم يشأ أبو بكر ولم يسره أن يسكت حتى يشتد النبي ﵊ على عمر أكثر، وإنما كان أبو بكر يريد سرعة إنهاء الموضوع، وبدون أن يعنف النبي ﵊ على عمر بمزيدٍ من التعنيف؛ ولذلك تدخل أبو بكر ولم يدع النبي ﵊ يكمل الاشتداد على عمر، وجعل يعترف ويقول: (أنا كنت أظلم أنا كنت أظلم) رأفة ورحمة وإنقاذًا لأخيه عمر من هذا الموقف الحرج؛ لأن النبي ﵊ يتكلم وليس كلامه ككلام غيره وبحضرة الصحابة الآخرين، فهو موقف صعب على عمر، فلم يقل أبو بكر: دعه يلقنه درسًا لا ينساه، ولأدع عمر يقف هذا الموقف المحرج حتى يتعلم مرة ثانية ألا يسيء إليّ ونحو ذلك مما يقع من بعضنا في مثل هذا الموقف، لكن لأن الصديق أرفع درجةً من ذلك فقد تدخل لإنقاذ أخيه وصاحبه عمر من الموقف المحرج.
6 / 18