Al-muntaqā min fatāwā al-aʾimma al-aʿlām
المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
Publisher
دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
Publisher Location
مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية
Genres
لا يملكُ أن يأتيَ بالمعجزةِ من عند نفسِه، بل كلُّ ذلك إلى اللهِ وحدَه، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾، ولا يملكُ الصَّالحونَ أن يتصرَّفوا في ملكوتِ السَّماواتِ والأرضِ إلا بقدرِ ما آتاهُم اللهُ من الأسبابِ كسائرِ البشرِ من زرعٍ وبناءٍ وتجارةٍ ونحوِ ذلك ممَّا هو من جنسِ أعمالِ البشرِ بإذنِ اللهِ تعالى، ولا يملكونَ أن يشفعوا وهم في البرزخِ لأحدٍ من الخلقِ أحياءً وأمواتًا، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾، وقال: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، وقال: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾، ومَن اعتقدَ في أنَّهم يتصرَّفون في الكونِ أو يعلمونَ الغيبَ فهو كافرٌ؛ لقولِ اللهِ ﷿: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وقوله سبحانه: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ وقوله سبحانه آمرًا نبيه ﷺ بما يزيل اللَّبس ويوضح الحق: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (^١).
س: هل يقتدى بالعالم الذي يدعي علم الغيب على سبيل الخط في الرمل؟ أم لا يجوز، وهل يجوز أيضا أن يؤكل ما ذبحه ذلك العالم أو مصافحته؟
ج: مَن يدَّعي علمَ الغيبِ بالخطِّ في الرَّملِ أو فتحِ الكتابِ أو النَّظرِ في النُّجومِ أو باستحضارِ الجِنِّ أو نحوِ ذلك: كاهنٌ، وقد صحَّ عن
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٥٨٥).
1 / 34