Sayyid Puntila
السيد بونتيلا وتابعه ماتي
Genres
الفصل التاسع
بونتيلا يخطب ابنته لإنسان
(حجرة الطعام وبها موائد صغيرة وبوفيه ضخم، القسيس والقاضي والمحامي وقوف يدخنون وهم يشربون القهوة، بونتيلا جالس في الركن يشرب في صمت. بعض المدعوين يرقصون في جانب على صوت موسيقى تنبعث من الحاكي «الجراموفون».)
القسيس :
من النادر أن تجد الإيمان الحقيقي. كل ما تجده هو الشك وعدم المبالاة، حتى لييأس الإنسان من شعبنا. إنني أحاول على الدوام أن أدخل في عقولهم أنه بغير مشيئة الله لن تنمو توتة واحدة، ولكنهم ينظرون إلى ثمار الطبيعة كما لو كانت شيئا طبيعيا، ويلتهمونها كأنها حق لهم. إن جانبا من هذا الكفر يرجع إلى أنهم لا يترددون على الكنيسة ويتركونني ألقي مواعظي أمام المقاعد الخالية وكأنما ليس لديهم العدد الكافي من الدراجات لكي يأتوا إلي ويسمعوني. كل راعية بقر لديها دراجة، ولكنهم مفطورون على الشر. وكيف أفسر ما حدث لي في الأسبوع الماضي أمام فراش رجل يحتضر، رحت أحدثه عما ينتظر الإنسان في العالم الآخر فهل تعلمون ماذا كان جوابه؟ «هل تعتقد أن البطاطس ستتحمل الأمطار؟» مثل هذا الحادث يجعلني أسأل: أليس كل نشاطنا هباء؟
القاضي :
إنني أفهمك؛ فنقل الحضارة إلى هذه الأعشاش عمل لا لذة فيه.
المحامي :
نحن المحامين أيضا لم تعد حياتنا سهلة. لقد كنا نعيش دائما من صغار الفلاحين، ذوي الأخلاق الحديدية الذين يؤثرون التسول على التخلي عن حقوقهم. إنهم لا يزالون يحبون العراك ولكن بخلهم يقف الآن في طريقهم. إنهم على استعداد لأن يسبوا ويطعنوا بعضهم بالسكاكين ويشنقوا الخيول المشلولة لبعضهم البعض، ولكنهم حين يلاحظون أن القضايا تكلف أصحابها غاليا تجدهم يتخلون سريعا عن حماسهم ويقطعون أجمل القضايا، كل هذا من أجل الطاغوت المحبوب.
القاضي :
Unknown page