Ṣayd al-Khāṭir
صيد الخاطر
Publisher
دار القلم
Edition Number
الأولى
Publisher Location
دمشق
الإسراف والتبذير، فإن رواية العلم والعمل به إلى درجة المعرفة لله ﷿ "آسرة للمشاعر"، فربما شغلته لذة ما وصل إليه عن كل شيء ويا لها حالةٌ سليمةٌ من آفةٍ!
٥٧٣- وإن وجد من طبعه منازعًا إلى الشوق في النكاح، فليتخير السراري، فإن الحرائر في الأغلب غل١.
٥٧٤- وليعزل عن المملوكات إلى أن يجرب خلقهن ودينهن، فإن رضيهن، طلب الولد منهن، وإلا، فالاستبدال بهن سهل.
٥٧٥- ولا يتزوج حرة، إلا أن يعلم أنها تصبر على التزويج عليها والتسري، وليكن قصده الاستمتاع بها، لا إجهاد النفس في الإنزال، فإن ذلك يهدم قوته، فيضعف الأصل، فهذه الحالة الجامعة من لذتي الحس والعقل، ذكرتها على وجه الإشارة، وفهم الذكي يملي عليه ما لم أشرحه.
١ غل: قيد.
١٢١- فصل: تعليم حفظ العلم
٥٧٦- اعلم أن المتعلم يفتقر إلى دوام الدراسة، ومن الغلط الانهماك في الإعادة ليلًا ونهار؛ فإنها لا يلبث صاحب هذه الحال إلا أيامًا، ثم يفتر أو يمرض.
٥٧٧- وقد روينا أن الطبيب دخل على أبي بكر بين الأنباري١ في مرض موته، فنظر إلى ما به٢، وقال: قد كنت تفعل شيئًا لا يفعله أحد! ثم خرج فقال: ما يجيء منه شيء٣، فقيل له: ما الذي كنت تفعل؟ قال: كنت أعيد كل أسبوع عشرة آلاف ورقة؟
٥٧٨- ومن الغلط [تحميل القلب] حفظ الكثير أو الحفظ من فنون شتى، فإن القلب جارحة من الجوارح، وكما أن من الناس من يحمل المائة رطل، ومنهم من يعجز عن عشرين رطلًا، فكذلك القلوب. فيأخذ الإنسان على قدر قوته ودونها،
١ محمد بن القاسم: إمام في النحو وعلوم العربية، ومن أكثر الناس حفظًا للأشعار والأخبار "٢٧١-٣٢٨هـ".
٢ في الأصل: مائة، وهو تصحيف.
٣ لا أمل في شفائه.
1 / 191