يا سلام!
متاتياس (ينظر إليها شزرا لجرأتها على مقاطعته ويتابع متغيظا) :
كانت غرفتك منارة عند الساعة الثالثة، فمتى نمت ومتى استيقظت؟ ألا تعلم أن الكتب لم يتاجر بها متاجر إلا وجننته وأفقرته؟ أتريد أن تعيش مستعطيا ذليلا؟ ألسنا نحن أفضل من هذه الوريقات عدة إبليس؟ أليس مجلسنا أهلا لك حتى تقضي الساعات مسجونا في غرفتك، وعندما تخرج إلينا لا تعطينا غير الدقائق التي تقضيها على المائدة؟ أهكذا يصطاف الناس، أهكذا يتنزهون ويعيشون؟ أتعلم أن أمرك صار يشغلني إلى درجة القلق؟ ساعدك الله على حياتك كيف تكون!
شفيق (يحرك السكر في فنجانه بهدوء ويحتمل هذه الوعظة بتجلد من اعتاد سماعها، يتكلم بأدب ورصانة) :
يسوءني أن أكون سببا لإزعاجك. ولكني لا أستطيع تغيير فطرتي. ثق بأني لن أفعل ما يؤذيني، بل أتمتع بحريتي باعتدال. أحب أن أشعر بأني حر مطلق الحرية.
مدام سالم (تشهق متعملة التعجب والغيظ) :
أخوك يريد خيرك وينصحك وأنت تقول له «أنا حر»؟ نجنا يا ألله من أولاد الجيل الجديد دا!
أغابي :
دا إيه دا يا شفيق؟ إنت تبقى حر إزاي؟
شفيق (متألما في ذكائه لمناقشة هذه الرءوس الخاوية) :
Unknown page