78

Sawaciq Muhriqa

الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

Investigator

عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط

Publisher

مؤسسة الرسالة ودار الوطن

Edition Number

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

بيروت والرياض

أَبَا بكر عَن إمرة الْحَج بل أبقاه أَمِيرا وعليا مَأْمُورا لَهُ فِيمَا عدا الْقِرَاءَة على أَن عليا لم ينْفَرد بِالْأَذَانِ بذلك فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ بَعَثَنِي أَبُو بكر فِي تِلْكَ الْحجَّة فِي مؤذنين بَعثهمْ يَوْم النَّحْر يُؤذنُونَ بمنى أَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان قَالَ حميد بن عبد الرَّحْمَن ثمَّ أرْدف رَسُول الله ﷺ عَليّ بن أبي طَالب فَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن مَعنا عَليّ يَوْم النَّحْر فِي أهل منى بِبَرَاءَة أَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان فَتَأَمّله تَجِد عليا إِنَّمَا أذن مَعَ مؤذني أبي بكر وَمِمَّا يُصَرح بِمَا ذَكرْنَاهُ أَن أَبَا بكر لما جَاءَ عَليّ لم يعْزل مؤذنيه فَعدم عَزله لَهُ وَجعله إيَّاهُم شُرَكَاء لعَلي صَرِيح فِي أَن عليا إِنَّمَا جَاءَ وَفَاء بعادة الْعَرَب الَّتِي قلناها لَا لعزل أبي بكر وَإِلَّا لم يسع أَبَا بكر أَن يبقي مؤذنيه يُؤذنُونَ مَعَ عَليّ فاتضح بذلك مَا قُلْنَاهُ وَأَنه لَا دلَالَة لَهُم فِي ذَلِك بِوَجْه من الْوُجُوه غير مَا يفترونه من الْكَذِب وينتحلونه من العناد وَالْجهل الشُّبْهَة الثَّالِثَة زَعَمُوا أَن النَّبِي ﷺ لما ولاه الصَّلَاة أَيَّام مَرضه عَزله عَنْهَا وجوابها أَن ذَلِك من قبائح كذبهمْ وافترائهم فقبحهم الله وخذلهم كَيفَ وَقد قدمنَا فِي سَابِع الْأَحَادِيث الدَّالَّة على خِلَافَته من الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة المتواترة مَا هُوَ صَرِيح فِي بَقَائِهِ إِمَامًا يُصَلِّي إِلَى أَن توفّي رَسُول الله ﷺ وَفِي البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ إِن الْمُسلمين بَيْنَمَا هم فِي صَلَاة الْفجْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ وَأَبُو بكر يُصَلِّي بهم لم يفجأهم إِلَّا رَسُول الله ﷺ قد كشف ستر

1 / 83