45

Sawaciq Muhriqa

الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

Investigator

عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط

Publisher

مؤسسة الرسالة ودار الوطن

Edition Number

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

بيروت والرياض

الإِمَام أَبَا الْعَبَّاس بن سُرَيج يَقُول خلَافَة الصّديق فِي الْقُرْآن فِي هَذِه الْآيَة قَالَ لِأَن أهل الْعلم أَجمعُوا على أَنه لم يكن بعد نُزُولهَا قتال دعوا إِلَيْهِ إِلَّا دُعَاء أبي بكر لَهُم وَلِلنَّاسِ إِلَى قتال أهل الرِّدَّة وَمن منع الزَّكَاة قَالَ فَدلَّ ذَلِك على وجوب خلَافَة أبي بكر وافتراض طَاعَته إِذْ أخبر الله أَن الْمُتَوَلِي عَن ذَلِك يعذب عذَابا أَلِيمًا قَالَ ابْن كثير وَمن فسر الْقَوْم بِأَنَّهُم فَارس وَالروم فالصديق هُوَ الَّذِي جهز الجيوش إِلَيْهِم وَتَمام أَمرهم كَانَ على يَد عمر وَعُثْمَان وهما فرعا الصّديق فَإِن قلت يُمكن أَن يُرَاد بالداعي فِي الْآيَة النَّبِي ﷺ أَو عَليّ ﵁ قلت لَا يُمكن ذَلِك مَعَ قَوْله تَعَالَى ﴿قل لن تتبعونا﴾ وَمن ثمَّ لم يدعوا إِلَى محاربة فِي حَيَاته ﷺ إِجْمَاعًا كَمَا مر وَأما عَليّ فَلم يتَّفق لَهُ فِي خِلَافَته قتال لطلب الْإِسْلَام أصلا بل لطلب الْإِمَامَة ورعاية حُقُوقهَا وَأما من بعده فهم عندنَا ظلمَة وَعِنْدهم كفار فَتعين أَن ذَلِك الدَّاعِي الَّذِي يجب باتباعه الْأجر الْحسن وبعصيانه الْعَذَاب الْأَلِيم أحد الْخُلَفَاء الثَّلَاثَة وَحِينَئِذٍ فَيلْزم عَلَيْهِ حقية خلَافَة أبي بكر على كل تَقْدِير لِأَن حقية خلَافَة الآخرين فرع عَن حقية خِلَافَته إِذْ هما فرعاها الناشئان عَنْهَا والمترتبان عَلَيْهَا وَمن تِلْكَ الْآيَات أَيْضا قَوْله تَعَالَى وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم وليمكنن لَهُم

1 / 50