117

Sarim Munki

الصارم المنكي في الرد على السبكي

Investigator

عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني

Publisher

مؤسسة الريان

Edition Number

الأولى

Publication Year

1424 AH

Publisher Location

بيروت

أبيه (١) علي بن الحسين أنه رأى رجلًا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعو فنهاه، فقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي، عن رسول الله ﷺ قال: «لا تتخذوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم» (٢) وهذا الحديث مما أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي فيما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على ما في الصحيحين، وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم وهوقريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ونحوهما فإن الغلط في هذا قليل ليس هو مثل صحيح الحاكم، فإن فيه أحاديث كثيرة يظهر أنها كذبة موضوعة، فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره. فهذا علي بن الحسين زين العابدين، وهو من أجل التابعين علمًا ودينًا حتى قال الزهري: ما رأيت هاشميًا مثله، وهو يذكر هذا الحديث بإسناده ولفظه: «لا تتخذوا بيتي عيدًا فإن تسليمكم يلبغي أينما كنتم» وهذا يقتضي أنه لا مزية للسلام عليه عند بيته كما مزية للصلاة عليه عند بيته، بل قد نهى عن تخصيص بيته بهذا. وهذا وحديث الصلاة مشهور في سنن أبي داود وغيره من حديث عبد الله بن نافع قال:أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا ولا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغي حيث كنتم» (٣) وهذا حديث حسن ورواته ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ فيه لين لا يمنع الاحتجاج به. قال يحيى بن معين: هو ثقة وحسبك بابن معين موثقًا، وقال أبو زرعة: لا بأس به وقال أبو حاتم الرزي، ليس بالحافظ هو لين تعرف وتنكر (٤) . قلت: ومثل هذا قد يخاف أنه يغلط أحيانًا، فإذا كان لحديثه شواهد علم أنه محفوظ، وهذا له شواهد متعددة قد بسطت في غيره هذا الموضع كما رواه سعيد بن منصور

(١) هنا سقط والصواب: عن أبيه عن علي بن الحسين كما في مسند أبي يعلي ١/٣٦١. (٢) والحديث ضعيف لأن فيه جعفر بن إبراهيم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وكذلك علي بن عمر: مستور كما في ترجمته في التقريب. (٣) تقدم. (٤) انظر ترجمته في الجرح والتعديل ٥/١٨٣ - ١٨٤ والميزان وتاريخ ابن معين رقم ٩٥٤.

1 / 121