جائز أن يكون هو وهي ألعوبة واحدة في يد الطبيعة التي تسوقه وتسوقها، ولكن ليس بالجائز أن يكون هو ألعوبة في يدها وأن تكون هي اللاعبه بلبه وولائه!
وقد نصب لقلبها الميزان الذي نصبه لقلبه في السر والعلانية، وأخذ عليها شبهات كثيرة ولم تأخذ عليه شبهة واحدة، واتهمها فلم يشاهد عليها عذاب المرأة التي تفجع في حب تقابله بحب مثله، بل كان كل ما شاهده عليها مجال المتهم الذي يجهد في تفنيد تهمة، ويود لو فاز بالغلبة ووقع على الأدلة الدامغة.
هل ظلمها؟
يجوز ...!
وكلما أعاد همام هذا السؤال، وأعاد معه هذا الجواب لمس به أغوار فتنتها، واعتقد أنه يخدع عقله باختياره، ويساعدها على تضليل حسه ورأيه، وأنه لم يظلمها ولا افترى عليها! ولولا ذلك لقد كانت شبهة أهون من هاتيك الشبهات كافية كل الكفاية للبت في أمرها وطي السؤال والجواب عنها.
وخير له أن يفارقها بغير جريرة قادرا على آلام فراقها، صائما عن مسراتها، من أن يعاشرها عاجزا عن فراقها، باذلا كل ما عنده من اهتمام، مستحقا كل ما عندها من احتقار واستغفال.
لقد سلبته الطمأنينة وكفى!
جلاء الحقيقة
انتهت مهمتي!
إي نعم، انتهت المهمة، وبطلت الرقابة، واستراح الرقيب!
Unknown page