124

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قلوب بني هاشم، فقال عمر: اليك عني يا ابن عباس، فقلت: أفعل، فلما ذهبت لأقوم استحياء مني، فقال يا ابن عباس، مكانك فو الله اني لراع لحقك محب لماسرك، فقلت يا أمير المؤمنين: ان لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحظه أصاب، ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى (1) .

حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو القيسي، قال:

حدثنا خارجة بن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال : خرجت مع عمر في أول غزوة غزاها، فقال لي ليلة: يا ابن عباس، أنشدني لشاعر الشعراء، قلت من هو، قال: ابن أبي سلمى، قلت: ولم صار كذلك، قال: لأنه لا يتبع حوشى الكلام، ولا يعاظل في منطقه، ولا يقول إلا ما يعرف، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه، أليس هو الذي يقول @HAD@ :

إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية

إلى المجد من يسبق اليها يسود

سبقت اليها كل طلق مبرز

سبو الى الغايات غير مزند

قال: أي لا يحتاج الى أن يجلد الفرس بالسوط .

كفعل جواد يسبق الخيل عفوه

السراع وإن يجهد ويجهدن يبعد

فلو كان حمدا يخلد الناس لم تمت

ولكن حمد الناس ليس بمخلد

أنشدني له، فانشدته حتى برق الفجر، فقال: حسبك الآن، اقرا القرآن، قلت: ما أقرأ؟ قال: الواقعة، فقرأتها ونزل فأذن وصلى (2) .

حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني أبو نعيم، قال شريك عن مجالد عن

Page 130