51

وقالت سينا وهي خجلة: «دعنا نتقدم.»

فأطاع يوري ولم يعد تزعجه فكرة الخطر الآن.

وأخذ يعنى بإثارة الطريق لرفيقته ولمح مخارج عديدة كلها قد سدت ورأى في ركن بضع ألواح من الخشب يحسبها الرائي آثار نعش قديم.

فقال يوري وخفض صوته وهو لا يدري: «ليس بالممتع جدا ...»

وأخذ نفسه الضيق في جوف هذه الكتلة الأرضية.

فهمست سينا: «بلى إنها لممتعة.»

والتفتت حولها فالتمعت عيناها في ضوء الشمعة. وكانت مضطربة فتوخت أن تكون قريبة منه ليحميها، ولاحظ هو ذلك وأدركه العطف على رفيقته الجميلة الضعيفة.

وعادت إلى الكلام: «لكأن المرء هنا مدفون حيا. وإذا صرخنا لم يسمعنا أحد.»

فقال ضاحكا: «لا شك.»

وطاف برأسه فجأة خاطر دار له ذهنه؛ أن هذه الفتاة الجميلة النضيرة المشتهاة في قبضة يده وتحت رحمته، وليس من يراهما أو يسمعهما، ولكن هذا الخاطر من الدناءة بحيث لا سبيل إلى وصفه فأسرع فنفاه وقال: «ولنفرض أننا جربنا؟»

Unknown page