114

فبدا لها أن تقول «كيف تسألني عن هذا؟» ولكنها كبحت نفسها ودنت منه حتى التصقت به وفي نفسها له الشكر على أن لم يحدثها إلا عما يعنيها في حياتها - أي الرجل الذي تحبه - فقالت لياليا: «نعم أحبه حبا جما.»

وكان صوتها من الرقة بحيث حزر يوري ما قالت إذ لم يكد يسمعه وهي تتكلم وتحاول أن تمنع دموع الفرح. ولقد خيل إلى يوري أن في صوتها نغمة أسى فزاد عطفه عليها ومقته لريازانتزيف.

فسألها وأذهله أن يسألها ذلك: «ولماذا؟»

فرفعت طرفها إليه مستغربة وضحكت في رفق وقالت: «أيها الولد الخرف! لماذا حقا؟ لأن ... اسمع! ألم تحبب مرة في حياتك؟ إنه طيب شريف مستقيم.» وكان بودها أن تزيد على ذلك «وهو جميل قوي ولكنها خجلت ولم تزد شيئا.»

فقال يوري: «أتعرفينه حق معرفته؟» وخطر له أنه لم يكن ينبغي أن يسألها هذا لأنها بالبداهة تحسبه خير من في العالم.

فأجابته بخجل وفي صوتها لهجة الظافر المنتصر: «إن أناتول لا يكتمني شيئا.»

فابتسم يوري، وإذ كان يدرك أن لا سبيل إلى التراجع فقد ألح عليها بالسؤال: «أأنت على يقين جازم؟»

أجابت: «نعم واثقة بالبداهة. ولماذا لا أكون على يقين؟» وارتجف صوتها.

فقال يوري وبه شيء من الارتباك: «لا شيء. لا شيء. إنه سؤال لم أرد به شيئا خاصا.»

وصمتت لياليا ولم يستطع هو أن يحزر ما يجري في ذهنها من الخواطر، ثم سألته فجأة: «لعلك تعلم عنه شيئا!» وكان في صوتها ما ينم على الألم.

Unknown page