فقال ريازانتزيف متبسطا: «إنك أشد مني ساعدا وأحكم رماية.»
فابتهج يوري بهذا الثناء وإن كان لا يفتأ يدعي قلة الاعتداد بالقوة الجثمانية أو المهارة وقال بغير اهتمام: «لا علم لي بأني خير أو شر. وكل ما في الأمر أن الحظ ظاهرني.»
وكان الظلام قد اشتد لما بلغا الكوخ وغمرت الدياجي حقل الليمون فلم تكن العين تأخذ منه سوى صفوفه الأولى تلتمع في ضوء النار وتلقي على الأرض ظلالا طويلة .
وكان الجواد واقفا ينفخ إلى جانب الكوخ حيث أوقدت النار من عيدان الكلأ الجافة، فجعلت تقعقع وهي تحترق.
وسمعا أصوات رجال ونساء يتكلمون ويضحكون. وخيل ليوري أنه يعرف أحد الأصوات وكان لينا جذلا.
فقال ريازانتزيف وقد أخذه العجب: «إنه سانين. ماذا جاء به إلى هنا؟»
واقتربا من النار وكان كوسما ذو اللحية البيضاء جالسا بجانبها فرفع طرفه إليهما وهز رأسه مرحبا بهما وسألهما بصوت غليظ عميق يخرج من تحت شاربيه المتهدلين: «كيف كان حظكما؟»
فقال ريازانتزيف: «متوسطا.»
وكان سانين جالسا على جذع ضخم فرفع رأسه أيضا وابتسم لهما.
فسأله ريازانتزيف: «كيف جئت إلى هنا؟»
Unknown page