فقال إيفانوف: «بلى، أصبت. كل الإصابة!»
فسأله يوري ودفع كأسه مكروبا: «إذن ما الفائدة من الحياة؟ أو من الموت أيضا؟»
فأجابه سانين: «إني أعرف شيئا واحدا هو أني لا أريد أن تكون حياتي شقية. لذلك يجب على المرء أن يرضي رغباته الطبيعية قبل كل شيء. إن الرغبة هي كل شيء. ومتى انقطعت الرغبة انقطعت الحياة معها. وإذا قتل المرء رغباته فإنه يكون قد قتل نفسه.»
فقال يوري: «ولكن رغباته قد تكون شرا؟»
فأجاب سانين: «ربما»
فقال يوري: «إذن ماذا يكون من أمرها؟»
فأجابه سانين في رفق وحدق في وجهه بعينيه الزرقاوين الصافيتين: «إذن ... تكون شرا، لا أكثر ولا أقل.»
فرفع إيفانوف حاجبيه غير مصدق ولم يتكلم. وصمت يوري كذلك وحيرته هاتان العينان الزرقاوان الصافيتان لسبب ما وجعل يرنو إليهما .
وساد السكون لحظة فكان المرء يسمع فراشة هناك تصطدم مستيئسة بزجاج النافذة. وهز بيتر رأسه في حزن وتدلى رأسه المخمور إلى الجريدة القذرة الملوثة.
فعاد سانين إلى الابتسام. وكانت هذه الابتسامة المرتسمة أبدا على ثغر سانين تثير يوري وتفتنه كذلك فقال لنفسه: «ما أصفى عينيه.»
Unknown page