82

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Investigator

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
أَجِدهُ يَمُوت إِلَّا عِنْد مطلع الشَّمْس قَالَ الْملك أَنا أَتَيْتُك وَتركته هُنَاكَ قَالَ انْطلق فَمَا أَرَاك تَجدهُ إِلَّا مَيتا فَانْطَلق الْملك فَوَجَدَهُ مَيتا وَقَالَ وهب كَانَ يرفع لإدريس كل يَوْم من الْعِبَادَة مثل مَا يرفع لجَمِيع أهل الأَرْض فَعجب مِنْهُ الْمَلَائِكَة وحبب إِلَيْهِم واشتاق ملك الْمَوْت إِلَى لقيَاهُ فاستأن ربه فَأذن لَهُ فَأَتَاهُ زَائِرًا فَقَالَ لَهُ إِدْرِيس يَا ملك الْمَوْت أذقني الْمَوْت ورد عَليّ روحي بعد ذَلِك لأجتهد فِي الْعِبَادَة فَقَالَ لَهُ لَو علمت كرب الْمَوْت لما تمنيته فَقَالَ لِأَزْدَادَ بذلك جدا إِلَى جدي فَقَالَ لَهُ ملك الْمَوْت الْمَوْت والحياة بِإِذن الله فسل رَبك مَا تريده فَأوحى الله إِلَيْهِ نوله مَا طلب وهون عَلَيْهِ ذَلِك فَإِذا بلغت روحه خياشيمه وَعَيْنَيْهِ فَلَا تنزعها واتركه سَاعَة وَاحِدَة ثمَّ أعد روحه إِلَى جسده فَاسْتقْبل نزع روحه فِي سَاعَة وَاحِدَة بِرِفْق حَتَّى بلغ بهَا خياشيمه وَعَيْنَيْهِ فَصَارَ بِمَنْزِلَة الْمَيِّت سَاعَة فذاق الْمَوْت ثمَّ أطلق روحه إِلَى جسده وَبَقِي يَوْمه وَلَيْلَته لَا يقدر أَن يَتَحَرَّك وَولده متوشلخ وَجَمِيع قومه يَبْكُونَ وَقد أيسوا مِنْهُ ثمَّ أَفَاق وَقد أوهنه ذَلِك فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام زَارَهُ ملك الْمَوْت وَكَانَت الْمَلَائِكَة من زمن آدم ﵇ تجَالس مؤمني بني آدم وتخالطهم وتصافحهم وتكلمهم إِلَى زمن نوح لصلاح الزَّمَان وَأَهله وَذكر فِي كتاب حقيبة الْأَسْرَار وجهينة الْأَخْبَار أَن الْملك الْمُوكل بالشمس لما اسْتَأْذن ربه فِي زِيَارَة إِدْرِيس فهبط عَلَيْهِ قَالَ لإدريس يَا نَبِي الله هَبَطت لأكافئك فسلني حَاجَتك فَسَأَلَهُ أَن يعرفهُ الْفلك ودورانه ومنازل الشَّمْس وَالْقَمَر ومطالعها وَمَغَارِبهَا وسيرها ولبثها وحسابها فَقَالَ سَوف أَسْتَأْذن رَبِّي فَأمره الله أَن يُعلمهُ جَمِيع ذَلِك ويطلعه على سره فَلذَلِك كَانَ إِدْرِيس أعلم أهل الأَرْض بالنجوم وجريان الأفلاك وَوضع كتبا كتبهَا بِيَدِهِ وَهُوَ أول من اتخذ الْآلَات لجَرَيَان الأفلاك وَقدر السَّاعَات والدقائق والدرج وَمَا هُوَ أدق من ذَلِك من الثواني والثوالث وَإِلَى الْآن من كتبه لمع فِي أَيدي النَّاس ثمَّ إِن إِدْرِيس سَأَلَ ملك الشَّمْس عَن أَجله فَقَالَ لَهُ الْملك مَالِي بذلك من علم فَسَأَلَ لَهُ ملك الْمَوْت عَن أَجله إِلَى آخر مَا تقدم ذكره عَن تَارِيخ الْخَمِيس فَلَمَّا أَفَاق قَالَ لَهُ يَا ملك الْمَوْت أدخلني النَّار لِأَزْدَادَ رهبة فَفعل بِإِذن ربه

1 / 135