258

Samt Nujum

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Investigator

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
قد استقبلني فَقَالَ مَا لَك أيتها السعدية قلت إِن لي قصَّة عَظِيمَة مُحَمَّد بن امنة ارضعته ثَلَاث سِنِين لَا أفارقه ليله وَلَا نَهَاره فعيشني الله بِهِ وانضر وَجْهي وَجئْت لأؤدي لأمه الْأَمَانَة ليخرج من عهدي وأمانتي فاختلس مني اختلاسًا قبل أَن تمس قدمه الأَرْض فَقَالَ الشَّيْخ لَا تبْكي أيتها السعدية ادخلي على هُبل فتضرعي إِلَيْهِ فَلَعَلَّهُ يردهُ عَلَيْك فَإِنَّهُ الْقوي على ذَلِك الْعَالم بأَمْره فَقلت أَيهَا الشَّيْخ كَأَنَّك لم تشهد ولادَة مُحَمَّد لَيْلَة ولد مَا نزل بِاللات والعزى فَقَالَ أيتها السعدية إِنِّي أَرَاك جزعة وَأَنا أَدخل على هُبل وأذكر أَمرك لَهُ فقد قطعت أكبادنا ببكائك مَا لأحد من النَّاس على هَذَا صَبر قَالَت فَقَعَدت مَكَاني متحيرة وَدخل الشَّيْخ على هُبل وَعَيناهُ تَذْرِفَانِ بالدموع فَسجدَ طَويلا وَطَاف بِهِ أسبوعًا ثمَّ نَادَى يَا عَظِيم الْمِنَّة يَا قَوِيا فِي الْأُمُور إِن منتك على قُرَيْش كثير وَهَذِه السعدية مُرْضِعَة مُحَمَّد تبْكي قد قطع بكاؤها الأنياط فَإِن رَأَيْت أَن ترده عَلَيْهَا إِن شِئْت فارتج وَالله الصَّنَم وتنكس وَمَشى على رَأسه وَسمعت مِنْهُ صَوتا يَقُول أَيهَا الشَّيْخ أَنْت فِي غرور مَا لي ولمحمد وَإِنَّمَا يكون هلاكنا على يَدَيْهِ وَإِن رب مُحَمَّد لم يكن ليضيعه بل يحفظه أبلغ عَبدة الْأَوْثَان أَن مَعَه الذّبْح الْأَكْبَر إِلَّا أَن يدخلُوا فِي دينه قَالَ فَخرج الشَّيْخ فَزعًا مَرْعُوبًا يسمع لسنه قعقعة ولركبه اصطكاك فَقَالَ لي يَا حليمة مَا رَأَيْت من هُبل مثل هَذَا فاطلبي ابْنك إِنِّي لأرى لهَذَا الْغُلَام شَأْنًا عَظِيما قَالَت فَقلت لنَفْسي كم تكتمي أمره عَن جده عبد الْمطلب أبلغيه الْخَبَر قبل أَن يَأْتِيهِ من غَيْرك قَالَت فَدخلت على جده عبد الْمطلب فَلَمَّا نظر إِلَيّ قَالَ يَا حليمة مَا لي أَرَاك جزعة باكية وَلَا أرى مَعَك مُحَمَّدًا فَقلت يَا أَبَا الْحَارِث جِئْت بِمُحَمد أسر مَا كَانَ فَلَمَّا صرت على الْبَاب الْأَعْظَم من ابوب مَكَّة نزلت لأقضي حَاجَتي فاختلس مني اختلاسًا قبل أَن تمس قدمه الأَرْض فَقَالَ لي اقعدي يَا حليمة ثمَّ علا الصَّفَا فَنَادَى يَا آل غَالب فاجتمعت إِلَيْهِ الرِّجَال فَقَالُوا لَهُ نعم يَا أَبَا الْحَارِث فقد أجبناك فَقَالَ لَهُم إِن ابْني مُحَمَّدًا فقد فَقَالُوا لَهُ اركب يَا أَبَا الْحَارِث حَتَّى نركب مَعَك قَالَت فَركب عبد الْمطلب وَركب النَّاس مَعَه فَأخذ بِأَعْلَى مَكَّة فانحدر بأسفلها فَلم ير شَيْئا فَلَمَّا لم ير شَيْئا ترك

1 / 314