Samt Nujum
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Investigator
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Publisher Location
بيروت
Genres
History
الْقَوَاعِد فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم وأهلكهم الله وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى ﴿فَأتى الله ببنيانهم مَنّ الْقَوَاعِدِ﴾ الْآيَة النَّحْل ٢٦ فاشتغلوا بِأَنْفسِهِم عَن فالغ وَمن مَعَه وَأصْبح كل قوم يَتَكَلَّمُونَ بلغَة لَا يعرفهَا الْقَوْم الْآخرُونَ فحاروا واضطربوا وَلم تفهم طَائِفَة مَا تَقول الْأُخْرَى فانحازوا فرقا كل فرقة تَتَكَلَّم بِلِسَان فَكَانَ للرجل ينحاز وَأهل بَيته مَعَه يَتَكَلَّمُونَ بلغَة وَاحِدَة يفهم بَعضهم بَعْضًا فَإِذا خالطهم أحد من غَيرهم لَا يفهمون قَوْله وَلَا يفهم قَوْلهم وانحازت طَائِفَة مِنْهُم ألهمها الله الْعَرَبيَّة فتكلموا بهَا فاولئك الَّذين يُقَال لعهم الْعَرَب وهم العرباء من خُصُوص بني سَام بن نوح فَمنهمْ عَاد وعبيل وَثَمُود وجديس وطسم وعمليق وأميم وَعبد ضخم ووبار ويثرب وجرهم كَمَا تقدم ذكر ذَلِك قَرِيبا فَهَؤُلَاءِ من بني سَام كلهم تكلمُوا بِالْعَرَبِيَّةِ بإلهام لَهُم من الله تَعَالَى فَنزلت بَنو سَام المجدل سرة الأَرْض وَهُوَ مَا بَين ساتيدما إِلَى الْبَحْر وَمَا بَين الْيمن إِلَى الشَّام وَجعل الله النُّبُوَّة وَالْكتاب وَالْجمال والأدمة وَالْبَيَاض فيهم وَنزل حام مجْرى الْجنُوب وَالدبور وَيُقَال لتِلْك النَّاحِيَة الداروم وَجعل الله فيهم أدمة وبياضًا قَلِيلا فعمر بِلَادهمْ وَسَمَّاهُمْ وَرفع عَنْهُم الطَّاعُون وَجعل فِي أَرضهم الأثل والأراك وَالْعشر والمغاث وَالنَّخْل وخزن الشَّمْس وَالْقَمَر فِي سمائهم وَنزل بَنو يافث الصفون مجْرى الشمَال وَالصبَا وَفِيهِمْ الْحمرَة والشقرة فأخلى الله لَهُم أَرضهم فاستدبروها وأخلى سماءهم فَلَيْسَ يجْرِي فَوْقهم شَيْء من النُّجُوم السَّبْعَة الْجَارِيَة لأَنهم صَارُوا تَحت بَنَات نعش والجدي والفرقدين وابتلوا بالطاعون وَلَحِقت عبيل وعتيد بِموضع يثرب والعماليق بِصَنْعَاء ثمَّ انحدر بَعضهم إِلَى يثرب فأخرجوا مِنْهَا عتيدًا فنزلوا بِالْجُحْفَةِ وَلَحِقت ثَمُود بِالْحجرِ ومايليه فهلكوا ثمَّ لحقت طسم وجديس بِالْيَمَامَةِ فهلكوا وَلَحِقت أميم بِأَرْض وبار فهلكوا بهَا وَهِي بَين الْيَمَامَة وهجر وَلَا يصل إِلَيْهَا الْيَوْم أحد غلبت عَلَيْهَا الْجِنّ وَإِنَّمَا سميت وبار بوبار بن أميم
1 / 175