191

دعا بكبير فشرب به كالشمس عربت في ثبير وعندما تناولها قام المصري ينشد أبياتا تمثلها

اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا

بشاذ مهر ودع غمدان لليمن

فطرب حتى زحف من مجلسه ، وأسرف في تأنسه ، وأمر فخلع عليه خلعة لا تصلح إلا للخلفاء وأدناه حتى أجلسه مجلسه الأكفاء ، وأمر له بدنانير عددا ، وملأ بالمواهب له يدا. انتهى.

قلت : ووقفت في كتاب العقد لأحمد بن عبد ربه القرطبي أن البيتين الذين أنشدهما المصري لشاعر من أهل الري يقال له أبو زيد ، دخل على عبد الله بن طاهر (1) صاحب خراسان ، فأنشده اياهما ، فأمر له بعشرة آلاف درهم.

ومن غريب ما يحكى عن عبد الله بن طاهر المذكور ، ما ذكر أحمد بن اسرائيل السلمي قال : كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة وأنا أحد قواده المختصين به ، فخرج علينا يوما ومشينا بين يديه ، وهو يتمثل هذه الأبيات (2):

عليكم بداري فاهدموها فإنها

تراث كريم ليس يخشى العواقبا

قال : فدار حول الرافقة (3) ثم رجع فجلس فنظر في قصص ورقاع ، ووقع فيها بصلات أحصيت فكانت ألف ألف درهم. فلما فرغ نظر إلي

Page 204