186

قلت : ولقد رأيت هذا المادح ساحبا أذيال العز والجلال بحضرة ممدوحه هذا السيد المفضال وقد أنزله بأعز مكان ، وأحله محل ابن ذي يزن في رأس غمدان. حتى وعده بوعد شام من وميض بارقة السعد. فلم يلبث أن استوفى ملء مكياله ، وأهابت به دواعي آجاله ، فوافت المسكين منيته قبل أن تقضى أمنيته. وهكذا خلق الدهر العرام (3). وكم حسرات في نفوس كرام. وكانت وفاته يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع وستين وألف ، روح الله روحه ، ونور برحمته ضريحه ، وقلت أرثيه :

لنا كل يوم رنة وعويل

وخطب يكل الرأي وهو صقيل

Page 199