161

وقيل : التصوف هو أن يستعذب البلاء ولا يسأل كشفه ، ويستحلى العناء ولا يبغي صرفه ، وأنشد (1):

لست أشكو هواك يا من هواه

كل يوم يروعني منه خطب

وقيل : التصوف صيرورة الأهواء هوى ، والهموم هما ، وأنشد :

سرت في سواد النفس حتى إذا انتهى

بها السير وارتادت حمى القلب حلت

وكلامهم في ذلك يطول. ومن املاء المولى الأعظم قطب الدين الشيرازي (2): التصوف في زماننا عبارة عن متابعة التيوس [اللحيانية] (3) وتقوية النفوس الشهوانية ، والرقص بالحركات الميلانية ، والانسلاخ من جميع الأخلاق الإنسانية ، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الوظائف الإيمانية. انتهى.

وكتب بعض الأفاضل لعل في قوله : في زماننا ، دفعا لما يفهم من مذمتهم على الاطلاق. وعلى ذلك فما ألطف قول القاضي أحمد بن عيسى المرشدي (*):

صوفية العصر والأوان

صوفية العصر والأواني

وبالجملة فالحال الآن كقولة من قال :

لقد هزلت حتى بدا من هزالها

كلاها وحتى استامها كل مفلس

Page 173