Conseil du Puy
الذي تكون من عصبة جمعت بين النبلاء والفلاحين، الذين تعهدوا باحترام ميثاق السلام، واكتملت هيئة هذا المجلس سنة 1016 باجتماع فيردون سيرسون
Verdun sur Saone ، وتعهد أعضاؤه أن يحترموا في أوقات الحرب الزراعة والحيوانات الأليفة والأموال والكنائس.
وفي سنة 1031 اجتمع مجلس ليموج
Limoge
الذي اقترح فرض الحجر الديني على كل إقليم لا يحترم هذا الميثاق، بتشكيل هيئة نظامية أسقفية لترغم كل من يخرج على هذا الميثاق باحترام السلام، وفي سنة 1054 انعقد مجلس كليرمون، وفي 19 نوفمبر سنة 1095 أعلن البابا أوربين الثاني كقانون عام للعالم المسيحي أن السلام هو غاية الله.
ولكن هذه الروح الطيبة تضاءلت أمام الحروب الصليبية، إلا أنها كانت تعود للظهور في كثير من أوقات الهدنة في عقول المفكرين والفلاسفة، أمثال «دانتي» و«بيير ديبوا».
فقد لاحظ «دانتي» انقسام العالم إلى أجزاء متعددة، لا غاية لها سوى الحرب والقتال، فأراد القضاء على هذه الحالة بتوحيد العالم، ونشر السلام في أرجائه، فوضع كتابا عن «النكبة»، واقترح فيه اتحاد دول العالم المختلفة تحت رئاسة ملك واحد. وفي داخل هذا الاتحاد تحافظ كل دولة على استقلالها الداخلي، وتعترف بسلطة هذا الملك في فض كل نزاع ينشأ بينها وبين غيرها من الدول المشتركة في الاتحاد. وبذلك يتحقق السلم الدائم لسعادة الإنسانية ورخائها.
أما «بيير ديبوا» فقد رغب في تنظيم العالم المسيحي فقط؛ ولذلك اقترح إنشاء مجمع ديني يدير الشئون العامة المتعلقة بالجماعة المسيحية، مع احتفاظ كل دولة مسيحية باستقلالها. فإذا نشأ خلاف بينها وجب حله بطريق التحكيم، وإذا امتنعت دولة مسيحية عن الخضوع لهذا المجمع وجب تطبيق عقوبات عليها، فتحاصر وتمنع الواردات عنها حتى تذعن بفعل الجوع.
ولكن اقتراحات دانتي وديبوا لم تخرج إلى حيز التنفيذ، وظل الانقسام موجودا والفوضى سائدة.
Unknown page