Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
قبل أن ترشدني إلى الحمام اصطحبتني إلى إحدى الغرف التي أخليت كي يوضع بها مفرش الزفاف، وهو مفرش مائدة حريري أبيض يبسط على الأرض، وفي منتصفه مرآة كبيرة في إطار فضي، وعلى جانبيها شمعدان بلوري كبير به شمعة بيضاء، وأمام المرآة نسخة من القرآن، بالإضافة إلى صحف فضية ممتلئة بالحلوى والفاكهة تملأ بقية المفرش. علمت أن العادة تقتضي أن يؤدي الملا مراسم عقد الزواج بينما يجلس العروسان على مفرش الزفاف.
في الحمام وجدت السيراميك الفاخر يلمع. ملأت حوض الاستحمام وجلست مسترخية في المياه الساخنة، ومع أننا كنا في فصل الصيف فقد كنت أشعر بالبرد طوال النهار. عندما غمرني دفء المياه الساحر أخذت عضلاتي تسترخي شيئا فشيئا، فأغمضت عيني. لقد منحني الله موهبة أنقذتني كثيرا؛ إذ كان بوسعي التوقف عن التفكير عندما تصبح أفكاري عسيرة الاحتمال، وهكذا لم أفكر فيما سيحدث تلك الليلة.
بعد قليل عندما فترت المياه قليلا، قرع باب الحمام قرعا خفيفا، وأخبرتني أكرام أن الماشطة شيرين خانم قد وصلت، وأضافت: «لا داعي لارتداء الحجاب، فالرجال ما زالوا بالخارج، ولن يعودوا حتى المساء.» ارتديت ملابسي وخرجت من الحمام. في غرفة نوم أكرام القديمة، كانت امرأة ممتلئة الجسم تبسط ملاءة بيضاء على الأرض، وفور أن دخلت الغرفة تفحصتني عيناها من رأسي إلى أخمص قدمي، وأضافت وهي تهز رأسها: «فتاة جميلة، لكنها نحيفة جدا. عليك أن تعتني بتغذيتها جيدا يا فاطمة خانم، فسوف تزداد جمالا إذا امتلأ جسدها قليلا.» ثم تقدمت نحوي ووضعت إصبعها أسفل ذقني وتفحصت وجهي، وقالت: «بشرتها صافية، لكن حاجبيها بحاجة إلى بعض التهذيب.»
قالت والدة علي: «إذا احتجت أي شيء، فستجدينني أنا وأكرام في المطبخ.» وابتسمت لي وهما تغادران الغرفة.
جلست شيرين خانم على الملاءة وقالت: «حسنا يا عزيزتي، أنا جاهزة. اخلعي ملابسك واجلسي أمامي.»
لكني لم أتحرك من مكاني.
ضحكت وقالت: «ماذا تنتظرين؟ هيا! لا داعي للخجل، لا بد من القيام بذلك. ألا تريدين أن تتزيني لزوجك؟»
قلت في نفسي: «كلا، لا أريد.» لكني لم أنطق بها.
خلعت ملابسي ببطء وأنا أرتجف، وجلست على الملاءة وضممت ركبتي لصدري، فطلبت مني شيرين خانم أن أمد ساقي أمامي ففعلت. أمسكت خيطا طويلا، ولفت أحد طرفيه على إصبعها عدة مرات وأمسكت بالطرف الآخر بين أسنانها، ثم انحنت على ساقي، وأخذت تحرك الخيط كالمقص بسرعة مذهلة لإزالة الشعر الزائد. كان الأمر مؤلما، وعندما انتهت طلبت مني أن أغتسل بمياه باردة، وبعد الاغتسال ضفرت شعري الذي كاد يصل إلى خصري وجمعته خلف رأسي.
في الظهيرة علا صوت المؤذن قادما من المسجد داعيا المؤمنين إلى الاستعداد للصلاة الثانية في اليوم. توضأنا، وعندما انتهيت خرجت من الحمام لأجد والدة علي في انتظاري حاملة صرة حريرية بيضاء في يديها. أعطتني إياها، فوجدتها سجادة صلاة جميلة صنعتها بنفسها، وشعرت بأن حنانها يغمرني.
Unknown page