Sahyuniyya Calamiyya
الصهيونية العالمية
Genres
فكل ما بحثوا فيه من أمر المصير وأشرنا إليه في الفصول السابقة ...
وكل ما يعلنونه أو يسرونه اليوم من الشكايات الحقة أو الشكايات المفتعلة، فإنما هو بحث عن رأس المال المهدد بالضياع.
قيل إن الصهيونيين الإنجليز اتصلوا بالوفد الروسي المسيحي، في العاصمة الإنجليزية، وبحثوا معه في أحوال اليهود المقيمين بالبلاد الروسية.
وقيل إن عمال اليهود الأمريكيين طلبوا من الرئيس أيزنهاور أن يفاتح مندوبي الروس إلى مؤتمر «جنيف» في أمر السماح لليهود الروسيين بالهجرة إلى إسرائيل.
ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن أصحاب هذه المباحث وهذه المطالب يقصدون إلى الدعاية، ولا يقصدون إلى الجد فيما يذيعونه من شكايات اليهود الروسيين وإقناع الحكومة الروسية بالترخيص لهم في الهجرة إلى إسرائيل.
فليس من اليسير أن تعترف حكومة «الكرملين» على نفسها باضطهاد رعاياها وهي تذهب إلى جنيف لإعلان مناياها الحكومية ورعايتها لحقوق المحكومين.
وليس من اليسير إذا اعترفت حكومة الكرملين باضطهاد اليهود أن ينتقل خمسهم ولا عشرهم إلى إسرائيل، وعدة اليهود في روسيا تزيد على خمسة ملايين.
وليس من اليسير أن تستوعبهم إسرائيل وهي تضيق بمن فيها وتتوالى الأنباء بعزم الكثيرين منهم على العودة من حيث أتوا؛ وتردد الكثيرين منهم في التحول من جنسيتهم إلى جنسية إسرائيل.
وإنما هي بضاعة الاضطهاد يشعرون بالحاجة إلى استغلالها في الآونة الحاضرة، لأن رصيدهم القديم منها يقارب النفاذ.
كانوا يستغلون اضطهاد النازيين اليهود في البلاد الألمانية، وكان لهم مكتب في برلين يتواطأ مع النازيين على تنظيم الاضطهاد وتنظيم الهجرة من جرائه إلى إسرائيل، وكان لهم رئيسان معروفان يديران ذلك المكتب لحساب الصهيونية العالمية، وهما - كما ذكر في فصل سابق - رئيس يدعى بينو ورئيس يدعى بارجلعاد.
Unknown page