باب القول عَلَى الحروف المفردة الدَّالَّةِ عَلَى المعنى:
وللعرب الحروف المفردة الَّتِي تدلُّ عَلَى المعنى. نحو التاء فِي "خَرَجْتُ" و"خَرَجْتَ"، ونحو الياء و"ثَوْبي" و"فَرَسي".
ومنها حروف تدلّ عَلَى الأفعال نحو "إ زيدًا" أي عِدْهُ. و"ح" من وحَيتُ. و"دِ" من وَدَيْتُ، و"ش" من وَشيْتُ، و"عِ" من وَعَيْتُ، و"فِ" من وَفَيْتُ و"قِ" من وَقَيْتُ و"لِ" من وَلِيْتُ و"نِ" من وَنَيْتُ و"هِـ" من وهيت. إلا أنَّ حذّاق النحويين يقولون فِي الوقف عَلَيْهَا "شِهْ" و"دِهْ" فيقفون عَلَى الهاء.
ومن الحروف مَا يكون كناية ولَهُ مواضع من الإعراب نحو قولك: "ثوبه" فالهاء كنايةٌ لَهَا محلٌ من الإعراب.
ومنه مَا يكون دلالة لَهُ مثل "رأيتها" فالهاء اسم لَهُ محل والميم والألف علامتان لا محلّ لهما، فعلى هَذَا يجيء الباب.
فأمّا الحروف الَّتِي فِي كتاب الله جل ثناؤه فواتحَ سور فقال قوم: كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسماء الله، فالألف من اسمه "الله" واللام من "لطيف" والميم من "مجيد". فالألف من آلائه واللام من لطفه والميم من مجده. يُروَى ذا عن ابن عباس وهو وجه جيِّد، وَلَهُ فِي كلام العرب شاهد، وهو:
قلنا لَهَا قفي فقالت قاف
وقال آخرون: إن الله جلّ ثناؤه أقسم بهذه الحروف أن هَذَا الكتاب الَّذِي يقرأه محمد ﷺ هو الكتاب الَّذِي أنزله الله جل ثناؤه لا شك فِيهِ. وهذا وجه جيد، لأن الله جلّ وعز دل عَلَى جلالة قدر هَذِهِ الحروف، إذ كَانَتْ مادَّة
1 / 83
باب القول على لغة العرب: أتوقيف أم اصطلاح
باب القول على الخط العربي وأول من كتب به
باب القول في أن لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها
باب القول في لغة العرب وهل يجوز أن يحاط بها
باب القول في اختلاف لغات العرب
باب القول في أفصح العرب
باب اللغات المذمومة
باب القول في اللغة التي بها نزل القرآن
باب القول في مأخذ اللغة
باب القول على لغة العرب
باب القول على أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها
باب انتهاء الخلاف في اللغات
باب مراتب الكلام في وضوحه وإشكاله
باب ذكر ما اختصت به العرب
باب الأسباب الإسلامية
باب القول في حقيقة الكلام
باب أقسام الكلام
باب الفعل
باب الحرف
باب النعت
باب القول على الاسم من أي شيء أخذ
باب آخر في الأسماء
باب ما جرى مجرى الأسماء وإنما هي ألقاب
باب الأسماء التي تسمى بها الأشخاص على المجاورة والسبب