179

Sahibi

الصاحبي في فقه اللغة

Publisher

محمد علي بيضون

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Publication Year

١٩٩٧م

فروحهن يحدوهن قصرا ... كما يَحْدُو قَلائِصَهُ الأجِيرُ١ باب آخر من الإضافة: ومن ذلك إضافَةُ الشيء إلى نفسه وإلى نعته. فالإضافة الأولى قول النَّمِر٢: سقيَّةُ بين أنهارٍ ودُورٍ ... وزَرْعٍ نابٍ وكرُومِ جَفْنِ والجَفْن هو الكَرْم. فأمّا إضافته إلى نعته فقولهم: "بارِحةُ الأولى، ويومُ الخَميس، ويوم الجمعة". وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ ٣ و﴿حَقُّ الْيَقِينِ﴾ ٤. باب جمع شيئين في الابتداء بهما وجمع خَبَريهما، ثم يُرَدَّ إلى كل مبْتَدَأ به خبرُهُ: من ذلك قول القائل: "إني وإيّاكَ على عَدْل أو على جَوْر" فجَمَعَ شيئين في الابتداء وجمع الخَبَرين. ومراده: إني على عدلٍ وإيَّاكَ على جَوْر، وهذا في كلامهم وأشعارهم كثير، قال امرؤ القيس٥: كانّ قلوبَ الطَّيْر رَطْبًَا ويابسًا ... لَدى وَكْرِها العُنَّابُ والحَشَفُ البالي أراد: كأنّ قلوبَ الطير رَطبًا العنَّاب ويابسًا الحَشفُ. ومن هذا في القرآن: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ ٦، معناه: وإنَّا على هدى وإيَّاكم في ضلال، ومنه قوله جل ثناؤه: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ

١ القلائص: جمع القلوص: الناقة الفتية. يحدو: يسوق. ٢ سورة يوسف، الآية: ١٠٩. ٣ سورة الواقعة، الآية: ٩٥. ٤ ديوانه: ١٤٥. ٥ سورة سبأ، الآية: ٢٤.

1 / 187