66

Safwat Tafasir

صفوة التفاسير

Publisher

دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

لا يرجع الطرف عنها حين يبصرها ... حتى يعود إليها الطرف مشتاقًا
المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى مآثر الخليل إِبراهيم ﵇، وقصة بنائه للبيت العتيق منار التوحيد، أعقبه بالتوبيخ الشديد للمخالفين لملة الخليل من اليهود والنصارى والمشركين، وأكّد أنه لا يرغب عن ملته إِلا كل شقي سفيه الرأي، خفيف العقل، متبع لخطوات الشيطان. اللغَة: ﴿سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ امتهنها واستخفّ بها وأصل السفه: الخفة ومنه زمام سفيه أي خفيف ﴿اصطفيناه﴾ أي جعلناه صافيًا من الأدناس مشتق من الصفوة ومعناه تخير الأصفى والمراد اصطفاؤه بالرسالة والخلَّة والإِمامة العظمى ﴿وصى﴾ التوصية: إِرشاد الغير إِلى ما فيه صلاح وقربة ﴿شُهَدَآءَ﴾ جمع شاهد أي حاضر ﴿خَلَتْ﴾ مضت وانقرضت. التفِسير: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ أي لا يرغب عن دين إِبراهيم وملته الواضحة الغراء إِلا من استخفّ نفسه وامتهنها ﴿وَلَقَدِ اصطفيناه فِي الدنيا﴾ أي اخترناه من بين سائر الخلق بالرسالة والنبوة والإِمامة ﴿وَإِنَّهُ فِي الآخرة لَمِنَ الصالحين﴾ أي من المقربين الذين لهم الدرجات العلى ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ﴾ أي استسلم لأمر ربك وأخلصْ نفسك له ﴿قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العالمين﴾ أي استسلمت لأمر الله وخضعتُ لحكمه ﴿ووصى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ﴾ أي وصّى الخليل أبناءه باتباع ملته وكذلك يعقوب أوصى بملة إِبراهيم ﴿يَابَنِيَّ إِنَّ الله اصطفى لَكُمُ الدين﴾ أي اختار لكم دين الإِسلام دينًا وهذا حكاية لما قال إبراهيم ويعقوب لأبنائهما ﴿فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ﴾ أي اثبتوا على الإِسلام حتى يدرككم الموت وأنتم متمسكون به ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الموت﴾ أي بل أكنتم شهداء حين احتضر يعقوب وأشرف على الموت وأوصى بنيه باتباع ملة إبراهيم ﴿إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي﴾؟ أي أيَّ شيء تعبدونه بعدي؟ ﴿قَالُواْ نَعْبُدُ إلهك وإله آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إلها وَاحِدًا﴾ أي لا نعبد إِلا إِلهًا واحدًا هو الله رب العالمين إِله آبائك وأجدادك السابقين ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ أي نحن له وحده مطيعون خاضعون، والغرض تحقيق البراءة من الشرك، قال تعالى مشيرًا إِلى تلك الذرية الطيبة ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ﴾ والإِشارة إِلى إِبراهيم

1 / 85