318

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

التحق بالأزهر الشريف في سنة 1311ه، وقد عرف في أول نشأته الأزهرية بالجد في طلب العلوم ومواردها في غير الأزهر، كما عرف بنزعته الوطنية وميله إلى كل إصلاح، وكان وهو في السنة الدراسية الرابعة من مؤسسي جمعية مكارم الأخلاق المشهورة، وكان له فيها مواقف يحفظها له التاريخ ورأس جمعيات كثيرة أفادت المجتمع العلمي فائدة تذكر، وعين وكيلا لرواق السادة الفشنية بقرار من مجلس إدارة الأزهر، وقد نشأ نشأة عالية دينية بين آباء يعرفون قيمة الحياة العلمية والدينية.

صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ مصطفى القاياتي.

نوع الشهادات

نال شهادة العالمية في سنة 1326ه، وهي أكبر شهادة أزهرية، وعين للتدريس في الجامع الأزهر سنة 1326ه، وانتدب لتدريس آداب اللغة العربية وتاريخها بالجامعة المصرية إلى أن قدم الأستاذ أحمد ضيف من أوربا، ولقد برهن على كفاءة نادرة أعجب بها أساتذة الجامعة وطلابها، وشكرته الجامعة بكتاب رقيق على ما قام به واعترافا بفضله، وحبذا لو وفق الله لخدمة الأدب من يقوم بطبع محاضراته، فهي مرجع تاريخي أدبي لا يستغني عنه معلم ولا متعلم.

والمترجم خطيب كبير، وكاتب قدير، شريف النفس، شديد التمسك بما يراه حقا، لا يحيد عنه ولو لاقى في سبيله أشد الآلام؛ لذلك قام بنصيب كبير في الحركة الوطنية منذ نشأتها إلى الآن لم يثنه عن القيام بواجبه في هذه الحركة الشريفة تهديد ولا وعيد ولا نفي ولا اعتقال ولا سجن ولا تعذيب.

ولا غرو في ذلك فقد لاقى عمه ووالده في سبيل الوطن ما لاقيا أيام الثورة العرابية، التي نفيا بسببها إلى الأقطار الشامية أربع سنوات.

وقد اعتقل صاحب الترجمة بقصر النيل في أول مايو سنة 1919، ومكث به شهرا ثم نقل إلى رفح ومكث به شهرا ونصف، ثم أفرج عنه ثم اعتقل بقصر النيل يوم 25 نوفمبر سنة 1919، ومكث به أربعة أيام ثم نقل إلى رفح ومكث به ثلاثة شهور ونصف، وعاد إلى قصر النيل ومكث به ليلة واحدة ثم نقل إلى معسكر سيدي بشر، ومكث به عشرين يوما ثم أفرج عنه على أن يقيم ببلدته ولا يبرحها، فسافر من سيدي بشر إلى محافظة مصر، ثم نقل إلى البلد برفقة أحد الضباط، ومكث بها إلى أول أبريل سنة 1921 ثم أفرج عنه.

وفي يناير سنة 1922 تقدم لعضوية الوفد المصري عقب القبض على هيئة الوفد الثانية، وفي 4 أغسطس سنة 1922 قبل إعلان الحكم على أعضاء الوفد اعتقل بقصر النيل ومكث به مع إخوانه ثلاثة أشهر ونصف، ثم خرج منه في نوفمبر وبعد يومين من خروجه اعتقل في سجن مصر العمومي، ثم أطلق سراحه بعد أن مكث عشرين يوما في زنزانة، ثم اعتقل في يناير سنة 1923 بسجن الاستثناء ومكث في زنزانة نحو الستة شهور ثم أطلق سراحه.

ولقد كان في هذه الأوقات العصيبة على ما به من ضعف في الصحة كبير الإيمان لا يأسف لما يقع عليه من ظلم وعدوان في سبيل خدمة بلاده، ولقد قرر مجلس الأزهر الأعلى إيقافه عن التدريس، ومنع مرتبة في ديسمبر سنة 1920، ثم في فبراير سنة 1922 حول على مجلس التأديب فقرر نقله إلى معهد دمياط، ثم تنزيله درجة فاستقال مؤثرا خدمة وطنه على أن يتقيد بوظيفة، وليس العهد بجهاده في زمن الانتخابات وقيامه بتأييد مرشحي الوفد، وما تحمله في ذلك ببعيد فنذكره.

ولقد انتخب نائبا لدائرة أبا الوقف وقد قرر مجلس الأزهر الأعلى عودة فضيلته إلى الأزهر في 29 مايو سنة 1924.

Unknown page