245

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

حضرة صاحب العزة الإداري الحازم أحمد بك صديق مدير جرجا.

مولده ونشأته

ولد المترجم له بالقاهرة في 17 نوفمبر سنة 1887 من عائلة شريفة المحتد عريقة في المجد، فوالده هو حضرة علي بك صديق وكيل محافظة مصر سابقا، وجده لأبيه البكباشي أحمد بك صدقي بكير، رباه والده على الفضيلة والأدب فأدخله مدرسة الناصرية فحصل منها على علومها الابتدائية حتى نال شهادتها، ومن ثم أدخل المدرسة الخديوية بدرب الجماميز، وأبت نفسه العالية وتربيته الصحيحة القويمة القعود عند هذا الحد، فطلب المزيد من العلوم العالية فأدخل مدرسة الحقوق الملكية، وأخذ يواصل ليله بنهاره مكدا مجدا حتى فاز بأمنيته ونال شهادة الليسانس، وعقب نواله هذه الشهادة أوفدته وزارة الداخلية المصرية إلى إنجلترا وألمانيا لدرس أنظمة الإدارة والبوليس في هاتين المملكتين المشهورتين، فكان له ما أراد وعاد إلى الوطن العزيز محاطا بالفخر والظفر عاملا على خدمة البلاد بما أوتي من فطنة وذكاء.

خدماته الحكومية

وبفضل النزاهة المكتسبة من تربيته الأولية وميله الكلي لبث روح العلم الصحيح، وما حازه من آداب الغربيين فقد أراد نفع بلاده وحكومته بهذه المعلومات والأخلاق السامية، فعين مفتشا بوزارة الداخلية، وما كاد يتولى هذا المنصب حتى شمر عن ساعد الجد والنشاط وكوفئ على هذه الكفاءة بتعيينه وكيلا لمحافظة الثغر الإسكندري، وما لبث بها طويلا حتى رقي مديرا لمديرية الفيوم، ثم مديرا لمديرية القليوبية، ثم مديرا لمديرية الجيزة، ثم نقل مديرا لمديرية قنا في 8 أبريل سنة 1925، ومن ثم نقل مديرا لمديرية جرجا، وهو المركز الذي يشغله الآن بهمته المشهودة، وقد أنعمت عليه الحكومة المصرية بنشان النيل كما أنعمت عليه الحكومة الإنجليزية بنشان الإمبراطورية الإنجليزية، وحاز الرتبة الثانية من الحكومة المصرية.

صفاته وأخلاقه

وهبه الله تعالى فوق مواهب الكفاءة والذكاء والجد والإقدام والشهامة مواهب الدعة واللطف، وكرم الأخلاق مع المروءة العالية والأدب الجم، والأخذ بناصر المظلوم، ومساعدة مهضوم الحقوق، وهو نزيه في كل أدوار حياته، أكثر الله من أمثاله الحازمين بين كبار رجال حكومتنا المصرية.

ترجمة حضرة صاحب العزة الشهم الإداري سيد بك فؤاد الخولي

كلمة للمؤرخ

لا يستتب الأمن العام في ربوع البلاد ولا يسود السلام إلا إذا شمر الحاكم عن ساعد الجد والإقدام، ومسك بزمام شؤون وظيفته بيد من حديد، وكان كفؤا لإدارة الأعمال نزيها مخلصا ذي همة ماضية ونفس عالية، وقد أتاح الله لمديرية قنا مديرا عادلا يشتعل غيرة على مصالح البلاد فتراه يسوس بحكمته العالية وكفاءته النادرة كافة شؤون هذه المديرية، ألا وهو حضرة صاحب العزة سيد بك فؤاد الخولي الذي اشتهر بين الحكام الإداريين بالجد وعلو الكعب في تذليل الصعاب، والسهر على ما فيه رفاهية الأهلين فاستحق شكر المحكوم وثناء الحاكم.

Unknown page