ونح على من دهاه الموت مختطفا
قبل الأوان وفي جوف الثرى احتجبا
واقرن بدمع جفون منك منهمل
دم الفؤاد الذي قد سال منسكبا
الفاجعة الأليمة
فجعت الأمة المصرية عامة، والشبيبة خاصة، بفقد عظيم من عظمائها، ونبيل من نبلائها، وشبل من أشبالها، وركن من أركانها، ألا وهو فقيد المروءة والإحسان سليل بيت المجد والشرف المغفور له طيب الذكر خالد الأثر.
المرحوم عمر سلطان باشا كبير أعيان مديرية المنيا
فكبر الخطب، وعز العزاء، وعظم الداء وخاب الدواء، كشرت المنية عن أنيابها، وانشبت مخالبها فخطفت من بيننا كريما له في القلوب أعز المنازل، ووجيها احترامه في الأفئدة حالل، وأديبا تتفاخر بأدابه الأدباء، وفاضلا يعترف بفضله الفضلاء، وجوادا محسنا يجاهر بجوده البؤساء والفقراء، دهمت المنون هذه الزهرة اليانعة ، والغصن الرطب، والشباب الناضر، فجاءة بعد منتصف ليلة 21 فبراير سنة 1917 بمدينة المنيا، فدهش الناس عامة لهذا النعي وكل شيء غريب إلا الموت. لأن الفقيد العظيم كان غض الشباب فتى الإهاب لا يشكو علة، ولا ينتابه داء ولم تنقض بضعة أيام على سفره من القاهرة إلى مزارعه في المنيا، وقبل أن ينبثق فجر يوم النعي في أرجاء العاصمة تناقلته الألسنة كنبأ رزء أليم أصاب شابا من شبان الأمة، جمع بين الوجاهة والثروة وطارف المجد وتليده.
المغفور له عمر سلطان باشا كبير أعيان مديرية المنيا ونجل المغفور له محمد سلطان باشا.
مولده ونشأته
Unknown page