تقول جوان: «بالتأكيد ... لكنني لا أستطيع أن أحزر الأبيات التالية.» •••
كان موريس قد خدعهن جميعا بعض الشيء، هؤلاء النساء الثلاث: جوان، وروث آن، وماتيلدا. ليس موريس مخادعا بطبعه - ليس أحمق على هذا النحو - لكنه يحتال على الأمور من حين إلى آخر. خدع جوان منذ وقت طويل، عندما بيع المنزل، حصلت على مبلغ يقل بألف دولار عما كان يجب أن تحصل عليه . اعتقد أنها ستعوض ذلك من خلال الأشياء التي اختارتها لتأخذها إلى منزلها في أوتاوا، ثم لم تختر أي شيء. لاحقا، عندما انفصلا هي وزوجها، وكانت تعيش وحدها، فكر موريس في إرسال شيك لها، مشيرا إلى حدوث خطأ في الحساب، لكنها حصلت على وظيفة، ولم يبد أنها في حاجة إلى المال. لم يكن لديها أدنى فكرة عما يمكن أن تفعل بالمال الذي تحصل عليه؛ كيف تستثمره. فصرف النظر عن الفكرة.
كانت الطريقة التي خدع روث آن بها أكثر تعقيدا، وكانت تتعلق بإقناعها بأن تكون موظفة بدوام جزئي لديه رغم أنها ليست كذلك. أعفاه ذلك من تقديم مزايا مالية محددة لها، لن يدهش إذا اكتشفت الأمر برمته، وتعاملت مع الأمر بطريقتها. كان ذلك ما كانت ستفعله؛ لن تقول أي شيء، لن تجادل، بل ستأخذ حقها منه. وطالما كانت ستأخذ حقها منه فقط - سيلاحظ سريعا إذا كان الأمر كذلك فقط - لن يقول هو الآخر أي شيء. كانت هي وهو يعتقدان أنه إذا لم يكن المرء واعيا لمصلحته، فلا يلومن إلا نفسه. كان يسعى للاعتناء بروث آن في نهاية المطاف على أي حال.
إذا اكتشفت جوان ما فعله، فربما لن تقول أي شيء أيضا، إن المهم في هذا الأمر - بالنسبة إليها - لن يكون المال، لا تكترث كثيرا بأمر المال، المهم بالنسبة لها هو: لماذا فعل هذا؟ ستظل حائرة حيال هذا السؤال وستشعر بسرور بالغ وهي تحاول اكتشاف حقيقة هذا الأمر. سيبقى هذا الأمر عن أخيها في عقلها مثل قطعة كريستال صلبة: شيء غريب، صغير، كاسر للضوء، كنز من مكان بعيد.
لم يخدع ماتيلدا عندما باعها المنزل، فقد حصلت على المنزل بسعر جيد جدا، لكنه أخبرها أن سخان المياه الذي كان قد ركبه قبل عام أو ما يقرب من ذلك كان جديدا، وبالطبع لم يكن جديدا، لم يشتر قط أجهزة جديدة أو مواد جديدة عندما كان يقوم بتجديد الأماكن التي كان يمتلكها. ومنذ ثلاث سنوات في يونيو، في حفل رقص على العشاء في فندق فالهالا إن، قالت ماتيلدا له: «تعطل سخان المياه، علي أن أستبدله.»
لم يكونا يرقصان في ذلك الوقت، كانا يجلسان إلى مائدة مستديرة، مع بعض الأشخاص الآخرين، تحت مظلة من البالونات الطافية، كانا يحتسيان الويسكي.
قال موريس: «ليس من المفترض أن يحدث ذلك.»
قالت ماتيلدا باسمة: «هذا إذا كان جديدا ... أتعرف فيم أفكر؟»
ظل ينظر إليها، منتظرا ما ستقول. «أعتقد أننا يجب أن نرقص مرة أخرى قبل أن نحتسي أي شراب آخر!»
رقصا، كانا دوما يرقصان في سهولة معا، وعادة بشكل لافت، لكن هذه المرة، كان موريس يعتقد أن جسد ماتيلدا كان أكثر ثقلا وجمودا مما كان عليه دائما؛ كانت استجاباتها متأخرة، ثم مبالغ فيها. كان غريبا أن يبدو جسدها غير مستجيب عندما كانت تبتسم وتتحدث إليه بمثل هذه الحيوية، وتحرك رأسها وكتفيها مع كل إشارة للإعجاب. كان هذا، أيضا، جديدا، غير معتاد منها على الإطلاق من قبل، كانت ترقص معه عاما بعد عام في مرونة حالمة وبوجه جاد، لا تكاد تتحدث إليه، ثم بعد أن تتناول بعض الكئوس، كانت تتحدث إليه عن همومها الدفينة، همومها التي كانت دوما واحدة: رون، الرجل الإنجليزي، كانت تأمل في أن تتلقى أي أخبار منه. مكثت هنا، عادت إلى هنا، حتى يعرف كيف يعثر عليها. كانت تأمل، كانت تشك، في أن يطلق زوجته. كان قد وعدها، لكنها لم تكن تثق به. تلقت منه بعض الأخبار مؤخرا. قال إنه يتنقل من مكان لآخر، وإنه سيكتب إليها مجددا. كتب إليها. قال إنه سيبحث عنها. ترسل الخطابات إلى كندا، من مدن مختلفة، بعيدة، لكنها لم تتلق عنه أي أخبار. كانت تتساءل عما إذا كان لا يزال حيا، كانت تفكر في الاستعانة بوكالات تحقيق خاصة، قالت إنها لم تكشف عن ذلك لأحد إلا موريس، كان حبها مصدر عذابها، وهو ما لم يكن مسموحا لأحد بأن يطلع عليه سواه.
Unknown page