Sacd Sucud
سعد السعود
Publication Year
1363 AH
والإرادات إلى أن يكون بشرا نادرا وفطنا ماهرا أو سلطانا قاهرا ويسجد له الملائكة أجمعون ويكون منه إبراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وسائر الأنبياء والأوصياء والأولياء فسبحان الله من يجود على الضعيف حتى يجعله أقوى الأقوياء وعلى البعيد حتى يصير من الخواص القرباء وعلى من يوطأ بالأقدام وهو كالفراش للانعام حتى يبلغ إلى ما بلغ التراب إليه من النظام والتمام والاكرام والانعام ان في ذلك والله لآيات باهرات لذوي الافهام ثم خلق حواء من جسد ليكون أبلغ في الأنس لأن النفس تسكن إلى النفس ووصل بينهما بمناسبة الأرواح والألباب ورفعهما عن حكم التراب.
فصل فيما نذكره مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي (علي) قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من سطر التاسع وتمامها في أول السطر العاشر ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان ذلك لايات للعالمين.
أقول وفي هذا الايضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أنواره وكشف أسراره فبان في العجائب السماوية والأرضية وترتيب أفلاكها وتقديرها ومسيرها وتدبيرها وامساكها في جهاتها واختلاف الألسن والألوان على مرور الدهور وتقلباتها مما يحار العقول في وصفه وترجيع الأفكار عن جرة كشفه.
فصل فيما نذكره من مصحف معظم مكمل أربعة اجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد (شرف الأشراف) حفظته وعمرها اثنا عشر سنة من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوله ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغائكم من فضله ان في ذلك لايات لقوم يسمعون، ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء فيحيى به الأرض بعد موتها ان في ذلك لايات لقوم يعقلون.
أقول إن كيفية ورود النوم على الانسان من غير مرض ولا آفة بل بالتلذذ له وهو أخو الموت المتلف لكل ما في الانسان من مواهب الرحمة
Page 26