Saʿd al-Suʿūd
سعد السعود
Publication Year
1363 AH
المعاصي فتكون إشارة الملائكة بالتوبة واتباع السبيل إلى الحال الأول ويعضده وقهم عذاب الجحيم أو هلا احتمل اغفر للذين تابوا من الكفر وجاهدوا في سبيل الله وان كانوا مذنبين لان سبيل الله هو الجهاد في آيات من القرآن ولا يكون سبيل الله كما ادعاه البلخي وبالجملة فالاحتمالات كثيرة في التأويلات فمن أين عرف ان دعاء الملائكة التي كان بهذه الصفات تقتضي الشفاعة لمن ذكره دون أصحاب الكبائر من المؤمنين فلا وجه في ظاهر هذه الآية ولا تعلق عند من أنصف في التأويل ولعل التعصب لعقيدته يمنعه ان ينظر الامر على حقيقته أتراه يعتقد ان الدعاء شفاعة وهل دل شرع أو عرف على ذلك ولو كانت شفاعة الصالحين من أين يلزم منه شرط الشفاعة للمذنبين.
فصل فيما نذكره من جزء اخر في المجلد الذي أوله تفسير سورة ص وأول هذا الجزء الأخر سورة محمد (ص) واخره تفسير سورة الرحمن فقال البلخي في الوجهة الثانية من القائمة الثانية عشر منه من تفسير سورة الفتح انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فذكر اختلافا في هذا الفتح فذكر بعضهم انه الفتح بحجج الله وآياته وذكر انه يجوز ان يكون الفتح هو الصلح يوم الحديبية وبعضهم قال هو فتح خيبر ثم ذكر البلخي في قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وجوها كلها تقتضي تجويزه على النبي (ص) ذنوبا متقدمة من الوجوه المذكورة ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك في الجاهلية وما تأخر منه وان بعد الرسالة ما يكون له ذنب الاجزاء له عند الله منها ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك في الجاهلية وما تأخر من ذنبك في الاسلام ومنها ان هذه المغفرة كانت بسبب صبر النبي (ص) ومبايعته تحت الشجرة على الموت.
يقول علي بن موسى بن طاووس: لو كان الامر كما ذكره البلخي من تحقيق الذنوب على النبي (ص) كان يكون الفتح غلطا وتنفيرا عن النبي (ص) واغراء للمسلمين بالذنوب وهتكا لستر الله تعالى الذي كان
Page 206