شرح الموق، فقال: هو الحدق، والموق طرف العين مما يلي الأنف، وهو مجرى الدمع ولا دخل له بالرؤية، فلا يصح قوله: يجذب الأنوار من كل سماء ...
ذلك قصارى ما يلحنه العلامة الفهامة من لغة العرب، ولكن العرب يطلقون الجفن ويريدون العين، ويذكرون الجزء، ويعنون الكل، والموق بعد غير متفق على أنه طرف العين مما يلي الأنف، كما يقول هذا المتعسف الجهول؛ لأن الموق يطلق على مؤخر العين ومقدمها معا، كما جاء في لسان العرب وغيره من المعاجم، وفي اللسان يستشهد الشاعر: «والخيل تطعن شزرا في مآقيها» ولا أظن عقلا غير عقل علامتنا الكليل يفهم أن الطعن موجه إلى أطراف العيون مما يلي الأنف، دون سائر الأحداق!
وجاء في المجلة: وقال:
ما للأماني يستضحكن لي غررا
وقد سلوت ويستحدثن لي غزلا
واستضحك بمعنى ضحك فهو لا يتعدى إلى المفعول ...
المفعول مرة أخرى والتعدي مرات ومرات، فأما وقد أعلمناك - يا علامة - أن في اللغة شيئا يسمى المفعول لأجله، فاعلم يا هذا أن «غررا» هنا مفعول لأجله.
وجاء في المجلة: وقال: «فاحتلن لاستدراجي الحيلا» واحتال فعل لازم لا يتعدى، فالعبارة خطأ إلا إذا تكلفنا فجعلنا الحيل مفعولا مطلقا لاحتلن.
ونحن لا ندري ما التكلف هنا وليس المفعول المطلق - كما يعلم التلميذ الصغير - إلا المصدر المنتصب توكيدا لعامله أو بيانا لنوعه؟ هبه أراد أن يجيء بالمفعول المطلق في هذه الجملة بغير تكلف فكيف تراه كان يجيء به، أم امتنع المفعول المطلق من الكلام لئلا يكون في اللغة غير مفعوله الحبيب إليه؟
وجاء في المجلة: وقال من قصيدة الشتاء في أسوان:
Unknown page