Sabīl al-Rashād (Vol. 2)
سبيل الرشاد ط ٢
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ مـ
Genres
أبواب النفاق
اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والمنافقين، والشرك والمشركين، توفنا برحمتك مسلمين، وألحقنا بفضلك بالصالحين، وتكرم علينا بمتابعة عبدك ونبيك محمد ﷺ في الدنيا وفي يومِ الدين.
كثيرون من الناس عندما يستمعون إلى كلمة النفاق، على الفور يتبادر إلى أذهانهم أن المنافق هو: من إذا حَدَّث كَذَب، وإِذا وعد أَخلف، وإِذا اؤْتُمِن خان، وأن حامل هذه الصفات الثلاث فقط هو المنافق، وقد نتج هذا الفهم بسبب الإيمان بآية أو آيتين، أو حديثٍ أو حديثين، وعدمِ معرفة أن المؤمن افترض الله عليه أن يؤمن بالكتاب كله وبالحديث كله، ففي أي مسألة تقابلك في دين الله وتريد أن تصل فيها إلى القول الفصل، والحُكمِ الصحيح، والبيان الشافي، فإن أولَ ما يجب أن تقوم به هو أن تجمع جميع ما ورد من آيات في القرآن الكريم يتصل بهذه المسألة، وجميعَ ما ورد من حديث صحيح فيها، فهذا الذي عندك الآن هو البيان والحُكم والنور في هذه المسألة.
وسوف نقوم الآن بعمل ذلك، للوصول إلى الصفات التي وصف بها الله ورسولُه ﷺ المنافقين، ليقف المسلم على أن صفات المنافقين لا تقتصر على: كَذَب، وأَخلف، وخان، فهذه من صفاته، وليست كل صفاته، ومن هنا يتعلم المسلم كيف يجمع الأدلة والبراهين في كل مسألة ليصل إلى رضوان رب العالمين، فلا يحكم حُكمًا ناقصًا، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
• أولًا: من صفات المنافقين في القرآن الكريم:
• يقول الله سبحانه: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قالوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ واللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقينَ لَكَاذِبُونَ﴾ المنافقون: (١).
• وقال الله سبحانه: ﴿وإِذَا قيلَ لَهُمْ تَعَالَوا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقينَ يَصُدُّونَ عنكَ صُدُودًا﴾ النساء: (٦١).
• وقال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وهُو خَادِعُهُمْ وإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ ولَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَليلًا﴾ النساء: (١٤٢).
وقال الله سبحانه: ﴿ومِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَولَّوا وهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا في قُلُوبِهِمْ إِلَى يَومِ يَلْقَونَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وعَدُوهُ وبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ التوبة: (٧٥: ٧٧).
وقال الله سبحانه: ﴿الْمُنَافِقُونَ والْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ ويَنْهَونَ عن المَعْرُوفِ ويَقْبِضُونَ أَيْديهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسيهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقينَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾ التوبة: (٦٧).
وقال الله سبحانه: ﴿وليعْلَمَ الذينَ نَافَقُوا وقيلَ لَهُمْ تَعَالَوا قَاتِلُوا في سَبيلِ اللَّهِ أَو ادْفَعُوا قالوا لَو نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يومئذ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم مَّا لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾ آل عمران: (١٦٧).
وقال الله سبحانه: ﴿وإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ والذينَ في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وعَدَنَا اللَّهُ ورَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ الأحزاب: (١٢).
وقال الله سبحانه: ﴿ويُعَذِّبَ الْمُنَافِقينَ والْمُنَافِقَاتِ والْمُشْرِكينَ والْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوءِ وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ولَعنهُمْ وأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصيرًا﴾ الفتح: (٦).
* * *
1 / 76