92

Sabi Fi Wajh Qamr

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

Genres

أجاب آدم: «خفت لأني كنت عاريا؛ فاختبأت.» بالتالي، هناك خوف وتعر واختباء. ما معنى هذا التعري؟ معناه أننا كائنات فانية، سواء راق لنا هذا أم لا، لسنا من نتحكم في الأمور. لذا، فالحقيقة الكلية للبشر هي قبول النفس كما هي.»

قلت فجأة: «ووكر، لا يستطيع الكلام. لدي لغة أتواصل بها معه، وهي عن طريق الطقطقة، وهو يعرفها، وأحيانا يستجيب.» استعرضت قليلا من هذه اللغة.

قال فانيه: «هو يطقطق، وأنت تطقطق، وأسمي هذا مشاركة للمشاعر والأفكار. أنت بحاجة إليه، وهو بحاجة إليك، وأنت لا تقوم بشيء له، أنت معه فقط. الطقطقة! أحب هذا التعبير؛ لذا عندما تكون مع ووكر وتقومان بالطقطقة، فكل منكما ممتن للآخر، ولك أن تتخيل كم هو ممتن لك؛ لأنك أبوه وتنظر إليه. وأنت ممتن له؛ لأنه ينظر إليك، إلى الطفل الذي بداخلك، ولا ينظر إليك بوصفك شخصا ما كتب أفضل شيء أو آخر، بل ينظر إليك كما أنت فعلا في أعماق كينونتك.»

لا أقصد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لفهم ولد معاق إعاقة شديدة، لكن فانيه هو من قال هذه الأشياء. أحيانا أجدها معقولة، وفي أحيان أخرى كانت تبدو أفكارا خاصة برجل يتمتع بعقيدة دينية راسخة لا أشاركه فيها.

شعرت بالارتياح لكلام فانيه بشأن قيمة ووكر، بيد أن الجهد الذي بذلته في محاولة الإيمان به كان في بعض الأحيان شاقا. ***

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، يوم نجاحي في الشراء من المخبز، قابلت بالمصادفة فرانسين، والتي كانت تتعرض للشمس على كرسيها المتحرك، وكانت تنتظر في المسار المؤدي من لا سيمانس إلى الطريق، في حين كانت تقف ليدي، المساعدة الجميلة من جنوب فرنسا، على بعد خمسة عشر قدما، تكنس الحديقة. قلت لفرانسين (باللغة الفرنسية): «كيف حالك؟» ولمست كتفها، وقبل أن أتركها وجدتها تمسك يدي، ثم ذراعي؛ فقد كانت قوية، وقد جذبت وجهي إلى وجهها. صحيح أنها مصابة بشلل تشنجي، ولكن فمها كان مفتوحا، وكان يصدر أصوات زمجرة ، ثم أخذت نبرتها تعلو أكثر فأكثر ، واقترب فمها من أذني، وأسنانها كانت بها تشوهات وفجوات كبيرة، وظننت أنها على وشك أن تعضني، ولم أعرف ماذا أفعل؛ لذا عانقتها وقبلتها. وحين نظرت إلى أعلى، وجدت ليدي تراقبنا، فقلت بلغتي الفرنسية الرديئة: «آسف، لعلي ضايقتها!»

قالت ليدي: «لا، هذا جيد، فهي تحب الرجال.» ثم عادت إلى كنس أوراق الأشجار. ***

قبل أن يبلغ ووكر عامه الثاني، نادرا ما كنت أفكر فيه دون التفكير أيضا في الموت؛ موتي في الغالب، ولكن أحيانا موته. بالليل بعدما ينام، «إذا» نام، أو في منتصف الليل إذا كنت مستيقظا ونام هو، أرى السنوات ممتدة أمامنا لا تتغير. كنت أتساءل إذا ما كانت ستتاح لي الفرصة لفعل أي شيء غير رعايته؛ أتساءل إذا ما كانت رعاية ووكر ستؤدي لتآكل ومحو حبي لزوجتي في النهاية. كنت أتصور أين ذهبت كل مشاعر قلقي، والأشياء الحزينة التي كانت تنتج عنها.

لكن كان قلقي الأساسي من الموت؛ من الرحيل بسرعة، قبل أن تتاح لي الفرصة لترتيب المستقبل، ومعرفة ماذا سيحدث له بعد ذلك. تساءلت إذا كان موته سيكون مصدر ارتياح بالنسبة إلي، وإذا كان موتي أيضا سيمثل ذلك له أيضا. كان المال مصدر قلقي المستمر، كأني بواد ضيق عميق؛ لأني لا أريد لجوانا أن تتحمل العبء المزدوج المتمثل في رعاية ووكر وحدها وتوفير دخل للأسرة بمفردها في حالة وفاتي قبلها، اشتريت بوليصة تأمين رهني، وكان يعني هذا دفع 500 دولار كل شهر، وقد كان يصل راتب أولجا والألبان الصناعية الخاصة بووكر إلى أكثر من 40 ألف دولار سنويا. (ولسنوات عدة كانت تبلغ فاتورة تلك الألبان 800 دولار شهريا، بما يساوي أربعة أضعاف تكلفة الألبان الصناعية التي يحصل عليها الطفل العادي، وهو مبلغ لم تكن تغطيه المزايا في عملي؛ فالطعام في نهاية الأمر لا تتم تغطيته. كنت أنفق 800 دولار أخرى شهريا على البقالة التي كنا نشتريها لبقية العائلة، والتي كانت تكفينا تماما. وتبلغ تكلفة الألبان الصناعية لووكر الآن 1200 دولار شهريا؛ لأن تلك الألبان، وفق وصف مصنعها، «سابقة الهضم» للأطفال الذين يعانون من الارتجاع .) وتكلفة الأدوية والأدوات الطبية وحتى رسوم انتظار السيارة في مستشفى الأطفال المرضى (على الأقل 9 دولارات كل مرة نكون فيها هناك) كلها تضاف إلى الأعباء المعتادة التي تضيفها الأسر إلى الخطة الصحية. ومن المفيد دائما متابعة متى ترتفع مزايانا إلى أقصى مستوياتها: في منتصف شهر أغسطس؟ أو هل سنتمكن من أن يحدث هذا في شهر سبتمبر هذا العام؟ بعد ثلاث سنوات من انتقال ووكر إلى دار الرعاية، ما زلت أسدد الديون المتعلقة به.

في الليالي العصيبة على وجه الخصوص، أو إذا أمطرت السماء بشدة، أو في الغالب بعد مرات الجدال العنيفة التي كانت تحدث بيني وبين زوجتي من حين لآخر - وقد أرهقنا النوم القليل وشعورنا بالخجل من أنفسنا بسبب فشلنا مع هذا الولد الغريب - كنت أسأل نفسي: أليس الأشجع أن أقضي على حياتي وحياة ووكر معا؟ صحيح أنني لم أكن مقتنعا بالانتحار كوسيلة للهروب من المشاكل، ولكن اليأس من الحياة في المستقبل، ورعاية ووكر، يمكن أن يجعلني أفكر فيه. يمكنني الانتحار بتناول هيدرات الكلورال أو أدوية أخرى بجرعات كبيرة، ويمكن أيضا بالقفز بالسيارة من أماكن مرتفعة، أو بإلقاء نفسي في بحيرة.

Unknown page