كتاب السَّبْعَة
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه اجمعين
حَدثنَا أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبزون الْأَنْبَارِي المقرىء قَالَ أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد رَحْمَة الله عَلَيْهِ قَالَ اخْتلف النَّاس فِي الْقِرَاءَة كَمَا اخْتلفُوا فِي الْأَحْكَام وَرويت الْآثَار بالاختلاف عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ توسعة وَرَحْمَة للْمُسلمين وَبَعض ذَلِك قريب من بعض
وَحَملَة الْقُرْآن متفاضلون فِي حمله ولنقلة الْحُرُوف منَازِل فِي نقل حُرُوفه وَأَنا ذَاكر مَنَازِلهمْ ودال على الْأَئِمَّة مِنْهُم ومخبر عَن الْقِرَاءَة الَّتِي عَلَيْهَا النَّاس بالحجاز وَالْعراق وَالشَّام وشارح مَذَاهِب أهل الْقِرَاءَة ومبين اخْتلَافهمْ واتفاقهم إِن شَاءَ الله وإياه أسأَل التَّوْفِيق بمنه
فَمن حَملَة الْقُرْآن المعرب الْعَالم بِوُجُوه الْإِعْرَاب والقراءات الْعَارِف باللغات ومعاني الْكَلِمَات الْبَصِير بِعَيْب الْقرَاءَات المنتقد للآثار فَذَلِك الإِمَام الَّذِي يفزع إِلَيْهِ حفاظ الْقُرْآن فِي كل مصر من أَمْصَار الْمُسلمين
وَمِنْهُم من يعرب وَلَا يلحن وَلَا علم لَهُ بِغَيْر ذَلِك فَذَلِك كالأعرابي الَّذِي يقْرَأ بلغته وَلَا يقدر على تَحْويل لِسَانه فَهُوَ مطبوع على كَلَامه
وَمِنْهُم من يُؤَدِّي مَا سَمعه مِمَّن أَخذ عَنهُ لَيْسَ عِنْده إِلَّا الْأَدَاء لما تعلم لَا يعرف الْإِعْرَاب. وَلَا غَيره فَذَلِك الْحَافِظ فَلَا يلبث مثله أَن ينسى إِذا طَال عَهده فيضيع الْإِعْرَاب لشدَّة تشابهه وَكَثْرَة فَتحه وضمه وكسره فِي الْآيَة الْوَاحِدَة لِأَنَّهُ لَا يعْتَمد على علم بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا بصر بالمعاني يرجع إِلَيْهِ وَإِنَّمَا اعْتِمَاده على حفظه
1 / 45
وسماعه
وَقد ينسى الْحَافِظ فيضيع السماع وتشتبه عَلَيْهِ الْحُرُوف فَيقْرَأ بلحن لَا يعرفهُ وَتَدْعُوهُ الشُّبْهَة إِلَى أَن يرويهِ عَن غَيره ويبرىء نَفسه وَعَسَى أَن يكون عِنْد النَّاس مُصدقا فَيحمل ذَلِك عَنهُ وَقد نَسيَه وَوهم فِيهِ وجسر على لُزُومه والإصرار عَلَيْهِ
أَو يكون قد قَرَأَ على من نسى وضيع الْإِعْرَاب ودخلته الشُّبْهَة فَتوهم فَذَلِك لَا يُقَلّد الْقِرَاءَة وَلَا يحْتَج بنقله
وَمِنْهُم من يعرب قِرَاءَته ويبصر الْمعَانِي وَيعرف اللُّغَات وَلَا علم لَهُ بالقراءات وَاخْتِلَاف النَّاس والْآثَار فَرُبمَا دَعَاهُ بَصَره بالإعراب إِلَى أَن يقْرَأ بِحرف جَائِز فِي الْعَرَبيَّة لم يقْرَأ بِهِ أحد من الماضين فَيكون بذلك مبتدعا
وَقد رويت فِي كَرَاهَة ذَلِك وحظره أَحَادِيث
حَدثنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن حَاتِم الدوري قَالَ حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي قَالَ حَدثنَا الْأَعْمَش عَن حبيب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ اتبعُوا وَلَا تبتدعوا فقد كفيتم
حَدثنِي أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن مُحَمَّد الحبلى حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ بن معَاذ قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ اتَّقوا الله يَا معشر الْقُرَّاء وخذوا طَرِيق من كَانَ قبلكُمْ فوَاللَّه لَئِن
1 / 46
اسْتَقَمْتُمْ لقد سبقتم سبقا بَعيدا وَلَئِن تركتموهم يَمِينا وَشمَالًا لقد ضللتم ضلالا بَعيدا
حَدثنِي أَحْمد بن سعيد قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي قَالَ حَدثنَا يحيى بن سعيد الْأمَوِي عَن الْأَعْمَش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر عَن عبد الله قَالَ قَالَ لنا عَليّ بن أبي طَالب ﵁ إِن رَسُول الله ﷺ يَأْمُركُمْ أَن تقرءوا الْقُرْآن كَمَا علمْتُم
وَحدثنَا عَبَّاس الدوري قَالَ حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي قَالَ حَدثنَا الْأَعْمَش عَن شَقِيق قَالَ قَالَ عبد الله إِنِّي سَمِعت القرأة فرأيتم متقاربين فاقرءوا كَمَا علمْتُم وَإِيَّاكُم والتنطع وَالِاخْتِلَاف وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك هَلُمَّ وَأَقْبل وتعال
وَقد كَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء وَهُوَ إِمَام أهل عصره فِي اللُّغَة وَقد رَأس فِي الْقِرَاءَة والتابعون أَحيَاء وَقَرَأَ على جلة التَّابِعين مُجَاهِد وَسَعِيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة وَيحيى
1 / 47
ابْن يعمر وَكَانَ لَا يقْرَأ بِمَا لم يتقدمه فِيهِ أحد
حَدثنِي عبيد الله بن عَليّ الْهَاشِمِي وَأَبُو إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد القَاضِي قَالَا حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي قَالَ أخبرنَا الْأَصْمَعِي قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول لَوْلَا أَنه لَيْسَ لي أَن أَقرَأ إِلَّا بِمَا قد قرىء بِهِ لقرأت حرف كَذَا كَذَا وحرف كَذَا كَذَا
وحَدثني عبيد الله بن عَليّ قَالَ حَدثنَا ابْن أخي الْأَصْمَعِي عَن عَمه قَالَ قلت لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء ﴿وباركنا عَلَيْهِ﴾ فِي مَوضِع ﴿وَتَركنَا عَلَيْهِ﴾ فِي مَوضِع أيعرف هَذَا فَقَالَ مَا يعرف إِلَّا أَن يسمع من الْمَشَايِخ الْأَوَّلين
قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا نَحن فِيمَن مضى كبقل فِي أصُول نخل طوال
قَالَ أَبُو بكر وَفِي ذَلِك أَحَادِيث اقتصرت على هَذِه مِنْهَا
وَأما الْآثَار الَّتِي رويت فِي الْحُرُوف فكالآثار الَّتِي رويت فِي الْأَحْكَام مِنْهَا الْمُجْتَمع عَلَيْهِ السائر الْمَعْرُوف
وَمِنْهَا الْمَتْرُوك الْمَكْرُوه عِنْد النَّاس الْمَعِيب من أَخذ بِهِ وَإِن كَانَ قد روى وَحفظ
وَمِنْهَا مَا توهم فِيهِ من وَرَاه فضيع رِوَايَته ونسى سَمَاعه
1 / 48
لطول عَهده فَإِذا عرض على أَهله عرفُوا توهمه وردوه على من حمله
وَرُبمَا سَقَطت رِوَايَته لذَلِك بإصراره على لُزُومه وَتَركه الِانْصِرَاف عَنهُ وَلَعَلَّ كثيرا مِمَّن ترك حَدِيثه واتهم فِي رِوَايَته كَانَت هَذِه علته
وَإِنَّمَا ينْتَقد ذَلِك أهل الْعلم بالأخبار وَالْحرَام والحلال وَالْأَحْكَام
وَلَيْسَ انتقاد ذَلِك إِلَى من لَا يعرف الحَدِيث وَلَا يبصر الرِّوَايَة وَالِاخْتِلَاف
كَذَلِك مَا روى من الْآثَار فِي حُرُوف الْقُرْآن مِنْهَا المعرب السائر الْوَاضِح وَمِنْهَا المعرب الْوَاضِح غير السائر وَمِنْهَا اللُّغَة الشاذة القليلة وَمنا الضَّعِيف الْمَعْنى فِي الْإِعْرَاب غير أَنه قد قرىء بِهِ وَمِنْهَا مَا توهم فِيهِ فغلط بِهِ فَهُوَ لحن غير جَائِز عِنْد من لَا يبصر من الْعَرَبيَّة إِلَّا الْيَسِير وَمِنْهَا اللّحن الْخَفي الَّذِي لَا يعرفهُ إِلَّا الْعَالم النحرير وَبِكُل قد جَاءَت الْآثَار فِي الْقرَاءَات
وَالْقِرَاءَة الَّتِي عَلَيْهَا النَّاس بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة والكوفة وَالْبَصْرَة وَالشَّام هِيَ الْقِرَاءَة الَّتِي تلقوها عَن أوليهم تلقيا وَقَامَ بهَا فِي كل مصر من هَذِه الْأَمْصَار رجل مِمَّن أَخذ عَن التَّابِعين أَجمعت الْخَاصَّة والعامة على قِرَاءَته وسلكوا فِيهَا طَرِيقه وتمسكوا بمذهبه على مَا روى عَن عمر بن الْخطاب وَزيد بن ثَابت وَعُرْوَة بن الزبير وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعمر بن عبد الْعَزِيز وعامر الشّعبِيّ
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْحَق أَبُو بكر قَالَ حَدثنَا عِيسَى بن مينا قالون قَالَ حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه عَن خَارِجَة بن زيد بن ثَابت عَن أَبِيه قَالَ الْقِرَاءَة سنة
1 / 49
حَدثنِي مُحَمَّد بن الجهم قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عَمْرو بن أبي أُميَّة الْبَصْرِيّ قَالَ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه عَن خَارِجَة بن زيد بن ثَابت عَن أَبِيه قَالَ الْقِرَاءَة سنة فَاقْرَءُوهُ كَمَا تجدونه
وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْحَضْرَمِيّ الْكُوفِي بِالْكُوفَةِ مطين قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن حَيَّان الْحِمصِي بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنَا أَبُو حَيْوَة شُرَيْح ابْن يزِيد قَالَ حَدثنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ الْقِرَاءَة سنة يَأْخُذهَا الآخر عَن الأول
قَالَ أَبُو بكر هَكَذَا قَالَ عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَهُوَ غلط
وَقَالَ غَيره عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر
حَدَّثَنِيهِ الْحسن بن مخلد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن حَيَّان الْحِمصِي قَالَ حَدثنِي أَبُو حَيْوَة شُرَيْح بن يزِيد قَالَ حَدثنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر مثله لَيْسَ فِيهِ الزُّهْرِيّ
1 / 50
وحَدثني أَيْضا عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الرَّازِيّ قَالَ حَدثنَا أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن إِدْرِيس الرَّازِيّ قَالَ حَدثنَا أَبُو الْيَمَان قَالَ حَدثنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يَقُول مثل ذَلِك
لم يذكر الزُّهْرِيّ وَهُوَ الصَّوَاب
حَدثنِي عبد الله بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان الْحِمصِي قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ سمعته يَقُول قِرَاءَة الْقُرْآن سنة يَأْخُذهَا الآخر عَن الأول
قَالَ وَسمعت أَيْضا بعض أشياخنا يَقُول عَن عمر بن الْخطاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز مثل ذَلِك
وحَدثني أَحْمد بن الصَّقْر قَالَ حَدثنَا عمر بن الْخطاب الْحَنَفِيّ قَالَ حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم قَالَ حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب قَالَ حَدثنِي عِيسَى بن أبي عِيسَى الحناط قَالَ عَامر الشّعبِيّ يَقُول الْقِرَاءَة سنة فاقرءوا كَمَا قَرَأَ أولوكم
حَدثنِي مُحَمَّد بن المزرع قَالَ حَدثنَا أَبُو حَاتِم قَالَ حَدثنَا يَعْقُوب قَالَ حَدثنَا أَبُو نميلَة يحيى بن وَاضح قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن صَفْوَان بن عَمْرو
1 / 51
وَغَيره قَالُوا سمعنَا أشياخنا يَقُولُونَ إِن قِرَاءَة الْقُرْآن سنة يَأْخُذهَا الآخر عَن الأول
حَدثنِي مُحَمَّد بن المزرع الْبَصْرِيّ وَكَانَ يُقَال لَهُ يَمُوت قَالَ حَدثنَا أَبُو حَاتِم سهل بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن المقرىء عَن ابْن لَهِيعَة قَالَ حَدثنَا خَالِد بن أبي عمرَان عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ إِنَّمَا قِرَاءَة الْقُرْآن سنة من السّنَن فَاقْرَءُوهُ كَمَا علمتموه
حَدثنِي أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل المقرىء الرَّازِيّ قَالَ حَدثنَا أَبُو زرْعَة قَالَ حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عمرَان قَالَ حَدثنَا ابْن وهب قَالَ حَدثنِي ابْن لَهِيعَة عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ إِنَّمَا قِرَاءَة الْقُرْآن سنة من السّنَن فَاقْرَءُوهُ كَمَا أقرئتموه
حَدثنَا أَحْمد بن الصَّقْر قَالَ حَدثنَا نصر بن عَليّ قَالَ حَدثنَا بكار ابْن عبد الله قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ أخبرنَا أَبُو الزِّنَاد عَن خَارِجَة بن زيد بن ثَابت عَن أَبِيه قَالَ قِرَاءَة الْقُرْآن سنة
1 / 52
أَئِمَّة الْقُرَّاء وأنسابهم وأساتذتهم وتلاميذهم
الْمَدِينَة
قَالَ أَبُو بكر فَأول من أبتدىء بِذكرِهِ من أَئِمَّة الْأَمْصَار من قَامَ بِالْقِرَاءَةِ بِمَدِينَة رَسُول الله ﷺ
وَإِنَّمَا بدأت بِذكر أهل الْمَدِينَة لِأَنَّهَا مهَاجر رَسُول الله ﷺ ومعدن الأكابر من صحابته وَبهَا حفظ عَنهُ الآخر من أمره
فَكَانَ الإِمَام الَّذِي قَامَ بِالْقِرَاءَةِ بِمَدِينَة رَسُول الله ﷺ بعد التَّابِعين
أَبُو عبد الرَّحْمَن نَافِع بن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعيم
مولى جَعونَة بن شعوب اللَّيْثِيّ حَلِيف حَمْزَة بن عبد الْمطلب
أَخْبرنِي بنسبه أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْفرج المقرىء قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَق بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمسَيبِي عَن أَبِيه بذلك
حَدثنِي مُحَمَّد بن عِيسَى العباسي قَالَ حَدثنَا أَبُو حَاتِم سهل بن مُحَمَّد
1 / 53
السجسْتانِي قَالَ حَدثنَا الْأَصْمَعِي عبد الْملك بن قريب قَالَ قَالَ لي نَافِع بن أبي نعيم أُصَلِّي من أَصْبَهَان
حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم قَالَ سَمِعت الْمفضل بن غَسَّان الْغلابِي يَقُول حَدثنِي رجل من أهل الْمَدِينَة عَن أبي مسْهر قَالَ قَرَأت على نَافِع بن أبي نعيم وَسَأَلته عَن ولائه فَزعم أَنه مولى جَعونَة بن شعوب اللَّيْثِيّ حَلِيف بني هَاشم
أساتذة نَافِع
وَكَانَ عَالما بِوُجُوه الْقرَاءَات مُتبعا لآثار الْأَئِمَّة الماضين بِبَلَدِهِ أَخذ الْقِرَاءَة عَن جمَاعَة من التَّابِعين مِنْهُم
عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج
وَكَانَ عبد الرَّحْمَن قد قَرَأَ على أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا
حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْحَق الْمدنِي
1 / 54
بقورس قَالَ حَدثنَا عبيد بن مَيْمُون التبَّان قَالَ قَالَ لي هرون بن الْمسيب قِرَاءَة من تقْرَأ قَالَ قلت لَهُ قِرَاءَة نَافِع بن أبي نعيم قَالَ فعلى من قَرَأَ نَافِع قَالَ قلت أخبرنَا نَافِع أَنه قَرَأَ على الْأَعْرَج وَأَن الْأَعْرَج قَالَ قَرَأت على أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة قَرَأت على أبي بن كَعْب وَقَالَ أبي عرض على رَسُول الله ﷺ الْقُرْآن وَقَالَ أَمرنِي جِبْرِيل أَن أعرض عَلَيْك الْقُرْآن
حَدثنِي مُحَمَّد بن سهل قَالَ حَدثنِي أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي بفسطاط مصر قَالَ حَدثنَا عمر بن عمرَان العذري قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن طهْمَان عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة قَالَ قلت للطفيل بن أبي بن كَعْب إِلَى أَي معنى ذهب أَبوك فِي قَول رَسُول الله ﷺ لَهُ أمرت أَن أَقرَأ الْقُرْآن عَلَيْك فَقَالَ ليقْرَأ عَليّ فأحذو أَلْفَاظه
وَقَالَ أَيْضا مُحَمَّد بن إِسْحَق الصَّنْعَانِيّ عَن أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام قَالَ معنى هَذَا الحَدِيث أَن يتَعَلَّم أبي قِرَاءَة رَسُول الله ﷺ لَا أَن رَسُول الله ﷺ يتَعَلَّم قِرَاءَة أبي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
وحَدثني عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا
1 / 55
عبد الله بن يزِيد قَالَ حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن الْأَعْرَج قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يقْرَأ ﴿يثنون صُدُورهمْ﴾
حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد القَاضِي قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة قَالَ حَدثنَا ابْن لَهِيعَة نَحوه غير أَنه قَالَ / تثنون /
وَمِنْهُم أَبُو جَعْفَر يزِيد بن الْقَعْقَاع مولى عبد الله ابْن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي
وَكَانَ أَبُو جَعْفَر لَا يتقدمه أحد فِي عصره أَخذ الْقِرَاءَة عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَعَن مَوْلَاهُ عبد الله ابْن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي
وَكَانَ عبد الله بن عَيَّاش قد قَرَأَ على أبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقَرَأَ أبي على النَّبِي ﷺ
أَخْبرنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن شاهين قَالَ سَمِعت روح بن الْفرج يَقُول سَمِعت أَحْمد بن صَالح يَقُول قَرَأَ أَبُو جَعْفَر على عبد الله بن عَيَّاش وَقَرَأَ
1 / 56
عبد الله بن عَيَّاش على أبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقَرَأَ أبي على النَّبِي ﷺ
وحدثوني عَن الْأَصْمَعِي عَن ابْن أبي الزِّنَاد قَالَ لم يكن أحد أَقرَأ للسّنة من أبي جَعْفَر وَكَانَ يقدم فِي زَمَانه على عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز
حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن سَعْدَان قَالَ أخبرنَا يَعْقُوب بن جَعْفَر بن أبي كثير الْأنْصَارِيّ قَالَ كَانَ إِمَام النَّاس بِالْمَدِينَةِ أَبُو جَعْفَر يزِيد بن الْقَعْقَاع مولى عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَكَانَ أَخذ الْقِرَاءَة عَن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب وَعَن مَوْلَاهُ عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة
حَدثنِي عبد الله بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا أَبُو بشر يُونُس بن حبيب عَن أبي عبد الرَّحْمَن قُتَيْبَة بن مهْرَان قَالَ أخبرنَا سُلَيْمَان بن مُسلم بن جماز الزُّهْرِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا جَعْفَر يَحْكِي لنا قِرَاءَة أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي ﴿إِذا الشَّمْس كورت﴾ يحزنها شبه الرثاء
حَدثنِي مُحَمَّد بن الجهم قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر قَالَ قَالَ سُلَيْمَان بن مُسلم بن جماز أَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر أَنه كَانَ
1 / 57
يقرىء الْقُرْآن فِي مَسْجِد النَّبِي ﷺ قبل الْحرَّة وَكَانَت الْحرَّة على رَأس ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة من مقدم رَسُول الله ﷺ الْمَدِينَة
وَقَالَ سُلَيْمَان أَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر أَنه كَانَ يمسك على مَوْلَاهُ عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي الْمُصحف وَكَانَ من أَقرَأ النَّاس قَالَ فَكنت أروي كَمَا يقْرَأ وَأخذت عَنهُ قِرَاءَته
قَالَ سُلَيْمَان وَأَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر أَنه أُتِي بِهِ إِلَى أم سَلمَة زوج النَّبِي ﷺ وَهُوَ صَغِير فمسحت على رَأسه ودعت لَهُ بِالْبركَةِ
قَالَ سُلَيْمَان وَسَأَلت أَبَا جَعْفَر فَقلت مَتى أَقرَأت النَّاس قَالَ أَقرَأت أَو قَرَأت قَالَ قلت لَا بل أَقرَأت قَالَ هَيْهَات قبل الْحرَّة فِي زمن يزِيد بن مُعَاوِيَة
وَكَانَت الْحرَّة بعد وَفَاة رَسُول الله ﷺ بِثَلَاث وَخمسين سنة
حَدثنِي مُحَمَّد بن مَنْصُور الْمدنِي قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْحَق الْمسَيبِي قَالَ حَدثنِي أبي عَن نَافِع بن أبي نعيم قَالَ لما غسل ابو جَعْفَر يزِيد بن الْقَعْقَاع القارىء بعد وَفَاته نظرُوا مَا بَين نَحره إِلَى فُؤَاده مثل ورقة الْمُصحف فَمَا شكّ أحد مِمَّن حَضَره أَنه نور الْقُرْآن
قَالَ أَبُو بكر اختصرت هَذِه الْأَخْبَار من أَخْبَار أبي جَعْفَر رَحمَه الله تَعَالَى
وَمِنْهُم شيبَة بن نصاح بن سرجس بن يَعْقُوب مولى أم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا زوج النَّبِي ﷺ وَكَانَ قد أدْرك عَائِشَة وَأم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَكَانَ ختن أبي جَعْفَر على ابْنَته
حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن سَعْدَان قَالَ حَدثنَا يَعْقُوب بن جَعْفَر بن أبي كثير الْأنْصَارِيّ قَالَ كَانَ شيبَة وَأَبُو جَعْفَر يقرئان فِي
1 / 58
مَسْجِد رَسُول الله ﷺ قبل الْحرَّة
قَالَ يَعْقُوب وَكَانَ شيبَة قد أدْرك عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَزعم أَنَّهَا دعت لَهُ أَن يُعلمهُ الله الْقُرْآن
حَدثنِي مُحَمَّد بن الجهم قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير قَالَ أَخْبرنِي سُلَيْمَان بن مُسلم أَن شيبَة أخبرهُ أَنه أَتَى بِهِ وَهُوَ صَغِير إِلَى أم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا فمسحت على رَأسه وباركت عَلَيْهِ
حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر بن حَمَّاد قَالَ حَدثنِي أبي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق الْمسَيبِي عَن أَبِيه عَن نَافِع قَالَ زوج أَبُو جَعْفَر ابْنَته من شيبَة بن نصاح وَكَانَ مقلا فَقيل لأبي جَعْفَر زوجت ابْنَتك شيبَة وَهُوَ مقل وَقد كَانَ يرغب فِيهَا سروات الموَالِي قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر إِن كَانَ شيبَة مقلا فسيملأ بَيتهَا قُرْآنًا
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَن نَافِع قَالَ لما تزوج شيبَة بنت أبي جَعْفَر قَالَ النَّاس يُولد بَينهمَا مصحف
حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم قَالَ سَمِعت الْمفضل بن غَسَّان الْغلابِي يَقُول قدم شيبَة بن نصاح فصلى على سكينَة ابْنة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا
وَمِنْهُم مُسلم بن جُنْدُب الْهُذلِيّ روى عَن الزبير بن الْعَوام وَابْن عمر وَكَانَ من فصحاء النَّاس وَكَانَ يقص بِالْمَدِينَةِ
حَدثنِي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَدثنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا عَبَّاس بن الْفضل الْأنْصَارِيّ عَن جَعْفَر بن الزبير قَالَ سَمِعت مُسلم بن جُنْدُب يقْرَأ ﴿وَلَا تيمموا الْخَبيث﴾ أَي توجهوا
قَالَ وَكَانَ يعلمنَا غدْوَة ثَلَاثِينَ آيَة وَعَشِيَّة ثَلَاثِينَ آيَة
1 / 59
وَقَالَ كَانَ مُسلم بن جُنْدُب يقْرَأ علينا غدْوَة ثَلَاثِينَ آيَة وَعَشِيَّة ثَلَاثِينَ آيَة
حَدثنِي الْحسن بن أبي مهْرَان قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن يزِيد عَن عِيسَى ابْن مينا قالون قَالَ كَانَ أهل الْمَدِينَة لَا يهمزون حَتَّى همز ابْن جُنْدُب فهمزوا مستهزئون واستهزىء
حَدثنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري قَالَ حَدثنَا قراد أَبُو نوح قَالَ حَدثنَا ابْن أبي ذِئْب عَن مُسلم بن جُنْدُب قَالَ كنت مَعَ ابْن عمر خَارِجا إِلَى مَكَّة
حَدثنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا قراد قَالَ حَدثنَا ابْن أبي ذِئْب عَن مُسلم بن جُنْدُب عَن الزبير قَالَ كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي ﷺ الْجُمُعَة فنبتدر الأجم وَمَا هُوَ إِلَّا مَوضِع قدم هَذَا مُرْسل
وَمِنْهُم يزِيد بن رُومَان وَكَانَ يزِيد من فُقَهَاء أهل الْمَدِينَة وَهُوَ مولى لآل الزبير بن الْعَوام وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْقُرْآن
حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس
1 / 60
قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ أَخْبرنِي يزِيد بن رُومَان مولى آل الزبير أَنه أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَقد روى أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا
فَهَؤُلَاءِ الَّذين ذكر نَافِع أَنه أدركهم بِالْمَدِينَةِ من الْأَئِمَّة فِي الْقِرَاءَة عبد الرَّحْمَن بن هرمر وَأَبُو جَعْفَر يزِيد بن الْقَعْقَاع وَشَيْبَة بن نصاح وَمُسلم بن جُنْدُب وَيزِيد بن رُومَان
وَقد حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأرزناتي الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ سَمِعت الْحُسَيْن بن عَليّ الصدقي المقرىء بِمصْر قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم مواسا يَقُول أَخْبرنِي يُوسُف بن عَمْرو أَن نَافِعًا قَرَأَ على صَالح بن خَوات أخبرهُ بذلك عبد الْملك بن مسلمة
وحَدثني أَبُو سعيد الْمفضل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بِمَكَّة قَالَ حَدثنَا أَبُو جمة مُحَمَّد بن يُوسُف الزيدي قَالَ أَبُو بكر فَقلت لَهُ الزبيدِيّ فَقَالَ الزُّبْدِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو قُرَّة سَمِعت نَافِعًا يَقُول قَرَأت على سبعين من التَّابِعين
حَدثنِي مُحَمَّد بن الْفرج قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَق الْمسَيبِي عَن أَبِيه عَن نَافِع أَنه قَالَ أدْركْت هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة الْخَمْسَة وَغَيرهم مِمَّن سمى
فَلم يحفظ أبي أَسْمَاءَهُم
قَالَ نَافِع فَنَظَرت إِلَى مَا اجْتمع عَلَيْهِ اثْنَان مِنْهُم فَأَخَذته وَمَا شَذَّ فِيهِ
1 / 61
وَاحِد فتركته حَتَّى ألفت هَذِه الْقِرَاءَة فِي هَذِه الْحُرُوف
حَدثنِي الْحسن بن عَليّ بن مَالك قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن وهب يَقُول قِرَاءَة نَافِع السّنة
حَدثنِي الْحسن بن أبي مهْرَان قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن يُرِيد قَالَ سَمِعت سعيد ابْن مَنْصُور يَقُول سَمِعت مَالِكًا يَقُول قِرَاءَة نَافِع سنة
حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شاهين قَالَ حَدثنَا روح بن الْفرج قَالَ حَدثنَا عبد الْغَنِيّ بن عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بالعسال قَالَ سَمِعت عبد الله بن وهب يَقُول قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة سنة
قيل لَهُ قِرَاءَة نَافِع قَالَ نعم
وعَلى قِرَاءَة نَافِع اجْتمع النَّاس بِالْمَدِينَةِ الْعَامَّة مِنْهُم والخاصة
حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن شاهين قَالَ سَمِعت أَبَا الزِّنْبَاع روح بن الْفرج يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن رمح يَقُول سَمِعت اللَّيْث بن سعد يَقُول حججْت سنة عشر وَمِائَة وَإِمَام النَّاس بِالْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَة نَافِع بن أبي نعيم
حَدثنِي عبد الله بن الصَّقْر أَبُو الْعَبَّاس السكرِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَق قَالَ سَمِعت أَبَا خُلَيْد الدِّمَشْقِي يحدث عَن اللَّيْث بن سعد أَنه قدم الْمَدِينَة سنة عشر وَمِائَة فَوجدَ نَافِعًا إِمَام النَّاس فِي الْقِرَاءَة لَا يُنَازع قَالَ الْمسَيبِي يَعْنِي وَشَيْبَة يَوْمئِذٍ حَيّ
1 / 62
أَخْبرنِي سُلَيْمَان بن يزِيد أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ عَن أبي حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ قَالَ فلَان أدْركْت الْمَدِينَة سنة مائَة وَنَافِع رَئِيس الْقُرَّاء بهَا وعاش عمرا طَويلا
وحَدثني عبد الله بن أبي بكر بن حَمَّاد الْبَغْدَادِيّ قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَق الْمسَيبِي عَن أَبِيه قَالَ لما حضرت الْوَفَاة نَافِعًا قَالَ لَهُ ابناه أوصنا قَالَ ﴿فَاتَّقُوا الله وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله إِن كُنْتُم مُؤمنين﴾
قَالَ وَمَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة
حَدثنَا ابْن أبي بكر بن حَمَّاد قَالَ حَدثنِي أبي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق قَالَ قَالَ أبي قِرَاءَة نَافِع قراءتنا وَذَلِكَ أَنه كفانا المئونة مِمَّا لَو أدركنا من أدْرك مَا عدونا مَا فعل
حَدثنِي عبد الله بن الصَّقْر قَالَ سَمِعت الْمسَيبِي يَقُول توفّي نَافِع سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة
قَالَ أَبُو بكر وعَلى قِرَاءَة نَافِع أهل الْمَدِينَة إِلَى الْيَوْم
تلامذة نَافِع
وَأخذ الْقِرَاءَة عَنهُ سُلَيْمَان بن مُسلم بن جماز الزُّهْرِيّ وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر ابْن أبي كثير وَأَخُوهُ يَعْقُوب بن جَعْفَر وَإِسْحَق بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمسَيبِي وَإِسْمَاعِيل وَأَبُو بكر ابْنا أبي أويس وَعِيسَى بن مينا قالون وَمُحَمّد بن عمر الْوَاقِدِيّ وَعبد الْملك بن قريب الْأَصْمَعِي وَعُثْمَان بن سعيد الملقب بورش وخارجة بن مُصعب أَبُو الْحجَّاج وَأَبُو الْحَارِث شيخ لأبي عمَارَة وسقلاب وَأَشْهَب
1 / 63
وَالزُّبَيْر بن عَامر بن صَالح وَأَبُو خُلَيْد عتبَة بن حَمَّاد وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَأَبُو زُكَيْرٍ يحيى بن مُحَمَّد بن قيس وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد الزُّهْرِيّ وَاللَّيْث بن سعد وَأَبُو دحْيَة مُعلى بن دحْيَة وخَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي وخَالِد بن نزار وَأَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد الْعَتكِي روى عَنهُ حرفين والوليد بن مُسلم روى عَنهُ حرفا وَاحِدًا هُوَ ﴿وأرجلكم﴾ وَأَبُو قُرَّة مُوسَى بن طَارق وَعبد الله بن إِدْرِيس روى عَنهُ حرفا وَاحِدًا / ملك يَوْم الدّين / بِدُونِ ألف فِي مَالك وكردم رجل من أهل الْمغرب
وَبَعض هَؤُلَاءِ أَكثر رِوَايَة عَنهُ من بعض أذكرهم إِذا مَرَرْت بهم إِن شَاءَ الله
مَكَّة
وَكَانَ الإِمَام الَّذِي انْتَهَت إِلَيْهِ الْقِرَاءَة بِمَكَّة وائتم بِهِ أَهلهَا فِي عصره
عبد الله بن كثير
مولى عَمْرو بن عَلْقَمَة الْكِنَانِي وَيُقَال لَهُ الدَّارِيّ وَكَانَ مقدما فِي عصره
قَرَأَ على مُجَاهِد بن جبر وَقَرَأَ مُجَاهِد على ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس على أبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
وَلم يُخَالف ابْن كثير مُجَاهدًا فِي شَيْء من قِرَاءَته
وَكَانَ فِي عصر عبد الله بن كثير بِمَكَّة مِمَّن تجرد للْقِرَاءَة وَقَامَ بهَا مُحَمَّد بن
1 / 64