118

Ruyat Allah

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

فجوابه(1): نعم أنكر عليهم التعنت في كل شيء، ولكنه جعل سؤال الرؤية أكبر من ذلك كله كما في قوله: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} وكم تطاولت الأمم على أنبيائها متحدية لهم بطلب الآيات كما هو ثابت بالتواتر ولم تكن عقوبتهم على هذا الطلب كعقوبة بني إسرائيل على طلبهم الرؤية، وحسبكم أن موسى سلام الله عليه صعق بمجرد سؤالها مع أنه لم يقصد به إلا صرفهم عن الباطل وإقناعهم بالحق وما كاد يفيق من صعقته حتى بادر إلى التنزيه والاعتذار وإعلان عقيدة التنزيه التي كان منطويا عليها وبنوا إسرائيل أنفسهم مع تتابع عنتهم وإصرارهم على الشقاق والتحدى لم يعاقبوا بمثل هذا العقاب الرهيب إلا على هذا السؤال.

وأما من السنة:

1 ما رواه الأمير الحسين، عن جابر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لن تروا الله في الدنيا ولا في الآخرة ))(2).

2 وكذلك ما رواه عن سمرة بن جندب، قال: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل نرى ربنا في الآخرة؟

قال: فانتفض ثم سقط فلصق بالأرض وقال: (( لا يراه أحد ولاينبغي لأحد أن يراه ))(3).

3 وكذلك أيضا مارواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (( لن يرى الله أحد في الدنيا والآخرة ))(4).

4 ما أخرجه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أنه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، قال عندما سئل عن رؤيته لربه: ((نور أنى أراه))(5).

Page 121