يا طويلة العمر، هاتي قصي علينا حديث جهابذتنا، لقد طال صمتك يا حبيبة القلب! أجولييت ما هذا السكوت ...
دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا، أقسم بك لا بغيرك إن دمعتي تفر كلما تذكرتك. لعلي أبكي على الصبا المولي، وإن كان المولي ما له صاحب ... •••
إن جذورك تقتات من رفاتنا، فأي الأعماق تبلغ يا أم المعرفة.
تعدين الأجيال كما نعد السنين، وورقك النخاس يثير همة الأيدي المخشوشنة، وجذعك المشقق القشور كوجوه مشايخنا المجعدة، كلاكما صابر يضحك من الظواهر الجوية، فكلما ازدادت اهتياجا ازداد استهزاء، متسمدا من رجائه حياة.
إن عند العواصف علم ما لا يعرفه النسيم. في صوتها الجهوري رعب دونه حلاوة صوت النسيم الرخيم. شاهدك «رنان» فقال لجدي: عندكم سنديانة شاعرنا لامرتين. فهز كتفيه؛ لأنه لم يكن يعدل بمار أفرام وأبي العتاهية أحدا من شعراء العالم.
لقد أدرك ذاك الجد شيئا من عزك، وترنم بشعر «الملافنة» حول جذعك، وعلم بني ضيعتك الشعر السرياني، وما ينبغي لإقامة صلاة البيعة، والنثر العربي لعمل الدنيار حوائجها.
أما شبعت صلاة يا ستي! كم جيلا طويت من رجال الهيكل المترنمين، الذاكرين الله هازجين.
استظلوا بظلك أحياء، وناموا تحت جناحك على رجاء القيامة.
ترى بماذا كنت تفكرين؟ حين كانوا يتمتمون صلاتهم متمشين تحت ظلك: قاديشات الوهو إلخ، أي قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت.
هل كنت تحسبين أنك قوية فغرتك عينك، وحلمت بالألوهية كبعض الناس! هل ظننت يوما أنك لا تشيخين؟!
Unknown page